مقاصد سورة الأنبياء: دراسة في الآيات الأولى

تعد سورة الأنبياء واحدة من السور المكية التي نزلت على النبي محمد ﷺ، وتتميز بذكر قصص الأنبياء والرسل عليهم السلام. تهدف هذه السورة إلى عدة مقاصد مهمة،

تعد سورة الأنبياء واحدة من السور المكية التي نزلت على النبي محمد ﷺ، وتتميز بذكر قصص الأنبياء والرسل عليهم السلام. تهدف هذه السورة إلى عدة مقاصد مهمة، يمكن استخلاصها من الآيات الأولى منها.

تبدأ السورة ببيان اقتراب حساب الناس، حيث يقول الله تعالى: "اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ" (الأنبياء: 1). هذا الاقتراب يشير إلى قرب يوم القيامة، حيث سيحاسب الله الناس على أعمالهم. هذا التذكير يهدف إلى إيقاظ الناس من غفلتهم وتركيزهم على الدنيا، ودعوتهم إلى الاستعداد لهذا اليوم العظيم.

ثم تنتقل السورة إلى وصف حال الكفار الذين لا يستمعون إلى ذكر الله، بل يلعبون ويهزأون به. يقول الله تعالى: "مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ" (الأنبياء: 2). هذا الوصف يسلط الضوء على حالة الكفر والعناد التي كانت سائدة في ذلك الوقت، ويحث المؤمنين على الثبات على دينهم وعدم الانجراف وراء الضلال.

وتستمر السورة في تصوير موقف الكفار من القرآن الكريم، حيث يصفون آياته بأنها "أضغاث أحلام" أو "افتراه"، أي أنهم ينكرون صدقها ويتهمون النبي ﷺ بالكذب. ومع ذلك، يؤكد الله تعالى على علمه بكل ما في السماء والأرض، ويقول: "قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ" (الأنبياء: 4). هذا التأكيد على علم الله يهدف إلى تعزيز إيمان المؤمنين وزيادة يقينهم بأن القرآن الكريم هو كلام الله الحق.

وفي نهاية الآيات الأولى، تدعو السورة الكفار إلى تقديم دليل على صدق ادعاءاتهم، وتذكرهم بأن الأنبياء السابقين قد أرسلوا مع آيات واضحة. يقول الله تعالى: "فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ" (الأنبياء: 5). هذا التحدي يهدف إلى فضح ادعاءات الكفار وبيان عدم وجود دليل على صحة ما يدعونه.

بهذا، نرى أن مقاصد سورة الأنبياء تتجلى في عدة جوانب، منها تذكير الناس بيوم القيامة، فضح حال الكفار وعنادهم، تأكيد صدق القرآن الكريم، وتحدي الكفار لتقديم دليل على صحة ادعاءاتهم. هذه المقاصد تهدف إلى تعزيز إيمان المؤمنين و


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات