المدح والثناء على الله: طريق إلى القرب من الرب

في طبيعة النفس البشرية ميلٌ فطري نحو الثناء والمدح لمن أسدى إليهم معروفًا، ومن هنا يأتي مدح الله -تعالى- كأحد أسمى وأفضل العبادات التي تقرب العبد من خ

في طبيعة النفس البشرية ميلٌ فطري نحو الثناء والمدح لمن أسدى إليهم معروفًا، ومن هنا يأتي مدح الله -تعالى- كأحد أسمى وأفضل العبادات التي تقرب العبد من خالقه. فالله -سبحانه- يحب من يثني عليه ويحمده، وقد أثنى على نفسه في العديد من المواضع في القرآن الكريم، كما كان النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- كثير الحمد والثناء لله -تعالى- في مختلف أحواله.

يتحقق مدح الله -سبحانه- بذكر صفاته العليا وأسمائه الحسنى وأفعاله الخيّرة، مع التفكر والتدبر في معاني ودلالات الأسماء والصفات. كل اسم أو صفة ثبتت في القرآن الكريم والسنة النبوية يشرع للمسلم مدح الله والثناء عليه فيها، إضافة إلى ذكر أفعاله وعاداته وجوده وكرمه وفضله وصبره على عباده، وعدله مع الأعداء. من مدح الله -سبحانه- المداومة على تسبيحه وحمده وتمجيده وتهليله في سائر الأحوال والأوضاع، سواء بوجود النقم أو بانعدامها.

من الأسباب الموجبة لاستجابة الدعاء حمد الله والثناء عليه قبل السؤال والطلب منه. ويكون ذلك ببدء الدعاء بالحمد والثناء، وذكر بعض أسمائه الحسنى وصفاته العليا، والاعتراف بالذل والفقر والحاجة إليه. فالله -سبحانه- يحب العبد المتذلل إليه الخاضع له، المعترف بنعمه وفضله. ومما يدل على ذلك الأدعية الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية المبدوءة بالثناء والحمد، ومثال ذلك ما ورد في أعظم وأجلّ سورة في القرآن؛ سورة الفاتحة.

مهما بلغ العبد من الحمد والثناء والمدح لله -تعالى- لا يمكنه الإحاطة بما يستحقه، فالله -سبحانه- كامل الأوصاف والأفعال والعلم والآء والإحسان والمنن. إن مدح الله والثناء عليه طريق إلى القرب من الرب، طريق يفتح أبواب الرحمة والمغفرة، طريق يزيد الإيمان ويقوي الروابط بين العبد وخالقه.


الفقيه أبو محمد

17997 Blog posts

Comments