تنبع الأخلاق من مفهوم "الخُلُق"، وهو يشير إلى الطباع والسجيَّة والفروسية بناءً على تعريفات لغوية متعددة. تُقسم هذه الأخلاق عمومًا إلى حسن وقبائح، وهي بدورها تستقي طابعان رئيسيان؛ الأخلاق الحسنة المرتبطة بالأدب والفضائل مثل الصدق والإيثار وغيرهما، وضدَّها الأخلاق السيئة والتي ترتبط بسوء الأدب والجوانب السلبية الأخرى. وعلى الرغم من وجود تشابهات كبيرة بين الأخلاق الفلسفية والدينية، إلا أنه هناك اختلافات جوهرية أيضًا.
من الناحية الدينية، تُعتَبَر الأخلاق جزءاً أساسياً من الدين الإسلامي، ومن أهم خصائصها الاعتماد على الجزاء الأخروي والثواب والعقاب في الدنيا والآخرة. هذا النظام الأخلاقي يتم ترسيخه عبر تعاليم القرآن الكريم والسنة النبوية، مما يضفي عليها هالة من القداسة والحتمية. بالإضافة لذلك، تلعب حزمة كاملة من التعاليم الدينية دوراً بارزاً في توجيه التصرفات البشرية نحو الخير والصلاح.
على الجانب الآخر، تبنى الأفكار الفلسفية للأخلاق بشكل عام على مقاييس اجتماعية وعقلية. رغم أنها غالبًا ما تؤكد على الجماليات أو المعاملات الطيبة، لكنها تفتقر للهيكلية الوضوح الواضح الذي تقدمه النصوص المقدسة للدين. تتطور الأنظمة الأخلاقية الفلسفية مع مرور الزمان بتأثير الثقافة والعادات الشخصية، وبالتالي يمكن اعتبارها أكثر مرونة وانفتاحا أمام التغيير والتكيف.
بالانتقال إلى مكانة الأخلاق في المجتمع المسلم، يظهر مدى تأثير الروحانيات فيها بشكل واضح. عندما يُسأل أحد المسلمين عن دراسته للأدب النفسي لدى الفلاسفة، غالباً ما يجيب بأن لديه معرفته الخاصة بهذا المجال من خلال سنن النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي يعد مثال حي ودليل عملي على تطبيق تلك القيم والأخلاق. وهكذا أصبح منهجه وشخصيته مصدر إلهام واسعا حول العالم لما يحمله من قدرة فريدة لإحداث توازن بين المصالح العامة والخيارات الشخصية بطريقة واقعية ومتوازنة للغاية.
