تعد آية "من يطع الرسول فقد أطاع الله" (النساء: 80) من الآيات البالغة الأهمية في القرآن الكريم، حيث تؤكد على مكانة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وضرورة طاعته. هذه الآية تسلط الضوء على العلاقة الوثيقة بين طاعة الرسول وطاعة الله، وتوضح أن طاعة الرسول هي في الواقع طاعة لله نفسه.

في تفسير هذه الآية، يشدد العلماء على أن طاعة الرسول ليست مجرد امتثال لأوامره ونواهيه، بل هي امتثال لتعاليم الله التي أوحى بها إلى رسوله. يقول ابن كثير رحمه الله: "هذه الآية الكريمة تبيّن أن طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم هي في الحقيقة طاعة لله عز وجل، لأن ما جاء به الرسول هو من عند الله".

وتؤكد هذه الآية أيضًا على عصمة النبي صلى الله عليه وسلم في جميع الأوامر والنواهي التي يبلغها عن الله. كما تشير إلى أن كل تكليف كلّف به الله في القرآن، ولم يكن ذلك التكليف مبيّنًا في القرآن، لا سبيل لنا إلى القيام بتلك التكاليف إلا ببيان الرسول صلى الله عليه وسلم.

ومن حيث المفهوم، فإن معصية الرسول صلى الله عليه وسلم هي معصية لله، لأن طاعته هي طاعة لله. وهذا ما يؤكده ابن عثيمين رحمه الله بقوله: "معصية الرسول صلى الله عليه وسلم معصية لله، تؤخذ بطريق المفهوم؛ لأنها إذا كانت طاعته طاعة لله، فمعصيته معصية لله عز وجل".

وتسلط الآية الضوء أيضًا على أهمية اتباع سنّة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث أن قول النبي صلى الله عليه وسلم كقول الله في وجوب طاعته وترك ما نهى عنه. كما تحذر من المنافقين الذين يتظاهرون بالطاعة ويبيتون خلاف الطاعة، مما يدل على ضرورة الصدق والوضوح في التعامل مع تعاليم الإسلام.

وفي الختام، فإن تفسير آية "من يطع الرسول فقد أطاع الله" يبرز أهمية طاعة النبي صلى الله عليه وسلم كطاعة لله، ويؤكد على عصمته في جميع الأوامر والنواهي التي يبلغها عن الله. كما يشدد على ضرورة اتباع سنّة النبي صلى الله عليه وسلم والابتعاد عن المنافقين الذين يتظاهرون بالطاعة ويبيتون خلافها.