السعادة في الإسلام هي شعور عميق بالرضا والطمأنينة والراحة النفسية، ينبع من التزام الفرد بأوامر الله وشرعه. إنها ليست مجرد غياب الألم أو تحقيق الرغبات المادية، بل هي حالة من الانسجام الداخلي والسلام مع الذات، نتيجة للاستقامة على طريق الحق والإيمان.
وفقًا للإسلام، السعادة الحقيقية تتجسد في الفوز بالجنة والنجاة من النار في الآخرة، وفي تحقيق مصالح العبد في دنياه وآخرته. هذا يعني أن يعيش المسلم حياته وفق الشريعة الإسلامية، راضيًا بما قسمه الله له، متمسكًا بأوامره واجتنابًا لنواهيه. بهذه الطريقة، يمكن للمسلم أن يبلغ السعادة في الحياة الدنيا، حيث يشعر بالرضا والسكينة، حتى في مواجهة التحديات والابتلاءات.
لا تقتصر أسباب السعادة على الماديات فقط، بل تشمل أيضًا المعنويات. الإيمان بالله واتباع أوامره واجتناب نواهيه هو لبّ الشعور بالسعادة. كما أن الماديات مثل المال والمتاع الضروري يمكن أن تزيد من السعادة والهناء في الحياة. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أربع من السعادة: المرأة الصالحة، والمسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهنيء".
وعد الله تعالى أهل الصلاح بالحياة الطيبة، كما جاء في القرآن الكريم: "من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة". الحياة الطيبة هنا تعني القناعة والرضا بقضاء الله وحكمته، حتى في مواجهة الفقر أو الألم أو الحزن. المؤمن القنوع الراضي عن قدر الله لا يسخط ولا يهلك نفسه بمحاولة كسب ما لم يُقدّر له.
بهذا نرى أن السعادة في الإسلام هي مزيج من الاستقامة الدينية والقناعة الروحية، مما يؤدي إلى شعور عميق بالرضا والطمأنينة في الحياة الدنيا، وصولاً إلى الفوز بالجنة في الآخرة.