في القرآن الكريم والسنة النبوية, تم تصوير الجنة بشكل وافر وبألفاظ تتسم بالجمال والإثارة. الجنة ليست مجرد مكان للراحة بعد الحياة الدنیویّة، بل هي عالم مليء بالنعیم والبهاء. أحد أهم خصائص الجنة أنها تخلو تمامًا من المشقات والكدر الذي يرافق النعيم في العالم الآخر. هنا, لا يوجد إزعاج ولا هُموم؛ فقط سعادة دائمة ونقاء مطلق.
أما بشأن رزق سكان الجنة, فهو يتميز بوفره وتنوعه المذهل. كل ما يرغب فيه المرء متوفر له, سواء كان ذلك طعامًا أم شرابًا أم غيرهما. النساء في الجنة معروفات باسم "الحور عين", وقد ورد الوصف التفصيلي لها في القرأن. إن جمالهن فائق البراعة لدرجة أن واحدة واحدة منهن قد تضيء طريق جميع الناس إذا ظهرت فوق سطح الأرض.
النطاق المكاني للجنة كبير للغاية، حتى أن العرض المعلن عنه يعادل اتساع سمائنا وأرضنا مجتمعتين! هذا التصريح يشير ضمنيًا إلى مدى ضخامة وطول مداخلها أيضًا. داخل هذه المملكة الخالدة, تجري أنهار متنوعة ومتلألئة تنضح بمجموعة واسعة من الترفيه والعافية التي تفوق قدرة الإنسان على التأليف أو الوصف.
بالانتقال إلى صفاته المقيمين بها, فإن طول أبناء الجنة يصل لحجم عملاقة الشكل، مماثل لطول سيدنا آدم - وهو أكثر من ستين ذراعا. كما يوحي الوصف القرآني، سيكون مظهرهم جذاب للغاية مثل النبي يوسف عليه السلام. قلوبهم ستكون نقية كالذهب الخالص، كما كانت قلب نبي الله أيوب عليه السلام. العمر في الجنة محدود بثلاثة والثلاثون سنة فقط، وذلك بهدف إبقاء الشباب والنضارة مستمرة بلا نهاية. عند دخول الجنة, سينزل من الداخلين عاري الرأس بدون شعر، ولكن مع ملامح وجه مشرق والإطلالة الجميلة للمداوي بالعسل الأسود (الكحل).
بالإضافة لذلك، هناك مجموعة كبيرة وكبيرة من الأعمال المؤدية لدخول هذه الدرجات الأعلى والتي تشمل تحقيق إيمان صحيح مصحوبا بالأفعال الطيبة والجهاد للدفاع عن الإسلام والقوة في تحصيل العلم الشرعي والاستمرار بالقرب من تعليمات رب العالمين والتوبة المستمرة والاستعداد للأخطاء وتحقير الذات والإخلاص والدقة في التجارب الأخلاقية وإعادة بناء بناء المجتمع الإسلامي المحافظ وصلوات الليل بالإضافة لرعاية الأطفال وحماية الفقراء والصمود أمام المصائب الصغيرة والكبير.
هذه بعض الصور العامة حول حياة الجنة وما ينطبق عليها وعلى الأشخاص الذين يستحقون الوصول إليها حسب التعاليم الإسلامية المقدسة والقرآن الكريم وهدي الرسالة المحمدیّة .