إن ذكر الله تعالى يعد ركيزة أساسية للإيمان الحقيقي، إذ يحقق العديد من الفوائد الروحية والنفسية للمسلم. فمن خلال ترسيخ ذكر الله في حياتنا اليومية، يمكن للأنسان تحقيق إيمان راسخ وزيادة خشوعه لله عز وجل. ومن أشهر الثمار الدينية لهذه العبادة المقدسة:
- زيادة الإيمان والقرب من الخالق: يُعتبر ذكر الله مفتاحا لإشعاع نور اليقين والإيمان في قلوب المؤمنين. عندما ينشغل المرء بالتفكر في عظمة خالقه وتدبيره لكل شيء، تتعمق علاقتهم بربهم ويتحقق لديهم فهم أعمق لأوامره ونواهيه.
- الوصول إلى حالة كاملة من السلام الداخلي: يوفر ذكر الله ملاذا آمنا للأرواح المتوترة والمقلقة. إنه مهدئ طبيعي يساعد الأفراد على تجاوز الضغوط والحفاظ على هدوئهم حتى أثناء مواجهة المواقف الصعبة. ويعتقد الكثيرون أنه مصدر قوي للحصول على الطمأنينة والسعادة الداخلية.
- طرد الشيطان وإبعاد الشرور: تعد عبادة ذكر الله سلاحا فعالا ضد الوساوس والشيطان الرجيم. وبكل خطوة نذكر بها ربنا نقترب أكثر منه ونبتعد عن محاولات إبليس للنيل من إيماننا وزعزعة توازننا العقائدي.
- تعزيز الأخلاق الحميدة والسلوك النبيل: باستمرار اتصال النفس بالإلهي عبر ذكر الله، يتم تطوير سمات حميدة مثل الصدق والعفة والصبر وغيرها مما يرسم صورة جميلة للحياة الإسلامية المثالية. كما يساهم الذكر بشكل فعال في نشر العدالة الاجتماعية وتعزيز الوحدة المجتمعية.
- فتح أبواب الرحمة والجنة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ومن قال سبحان الله وبحمده فى يوم مائة مرة حطت عنه خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر». فهذه الآية تشير ضمنياً الى مكافآت عظيمة لمن لم يدخر وقتاً لذكر ربه. وبالإضافة لذلك، فإن رضا الرحمن ومعرفة طريق الجنة هما غاية المحروم الذي يهجر ذكره جل وعلا.
وفي حين يعني مصطلح 'ذكر الله' أشكال متعددة من عباداته المختلفة كالصلاة والصدقات والحج وغيرهما، إلا أنه أيضا يتعلق بإظهار التعظيم والتقديس لله باستخدام عبارات خاصة جاءت بالحض على ذلك كالاستعاذة والاستفتاح مثلاً. وعلى الرغم اختلاف مراتب هذا الذكر بحسب طريقة أدائه سواء بالنطق بالإضافة للفكر او مجرد الصوت فقط، الا انه يستحق جميع مستوياته الاجر بسبب تأثيره الكبير على نفس الانسان ودينه ودنياه ايضا. ولذلك يوصينا ديننا الاسلامي بتخصيص جزء كبير من حياتنا لهذا العمل الرباني المبارك لما فيه صلاح حاضرنا وغدنا.