على الرغم من عدم وجود ذكر محدد لاسمهن في القرآن الكريم، إلا أن الأحاديث والآثار القديمة قد طرحت أسماء متعددة محتملة لزوجة النبي لوط عليه السلام. الأكثر شيوعاً هما "والعة" و"والهة". ومع ذلك، فإن هذه الأسماء ليست ثابتة بشكل قطعي ولا يمكن التأكد منها بدقة بسبب طبيعة الأدلة التاريخية المتاحة.
في النص القرآني، تكشف قصة النبي لوط عبر عدة سور مثل هود، الأعراف، والشعراء، جوانب مهمة حول شخصية الزوجة وكيف كان تأثيرها في المجتمع آنذاك. رغم كونها زوجة نبينا ومكانة زوجها النبوية الرفيعة، إلا أنها اختارت الوقوف ضد تعاليم الدين والإيمان. طلبت العقاب مع مجتمعها بعد معرفتها بزيارة الملائكة للوط عليه السلام وبشرتهم له بالإهلاك القادم بسبب فساد الشعب وظلمه وتكبيره بالباطل.
كان رد فعلها اللافت تجاه بشرى الرحمة والنصر المرتقب لأتباع الحق مثالا حيّا لما يحصل نتيجة المغريات الدنيوية الزائلة التي تغري البعض برفض الحقيقة الواضحة والصمود أمام الضلال الجماعي. تحولت روايتها للأهل والأصدقاء بشأن جمال الملائكة الذين جاءوا لنبي الله لوط باحثين عنه وداعييه إلى الخير، إلى دعوة واضحة لهم لاستخدام وسائل شاذة ومخالفة للحكم الإلهي والقيم الأخلاقية الراسخة لدين الإسلام.
إن رحمة الله وسعة فضله تشمل الجميع كما ورد في قوله عز وجل: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"، ولكن مجاهدي طريق الشيطان سيختارون غياهب النار والفناء مهما بلغ درجة قربهم ممن هم فوقهم موقعا كانوا. بما فيها زوجة لوط والتي انخدعت بغرور الحياة الدنيا وزينتها المنفرة لعقل الإنسان المؤمن.
وفي النهاية، تاريخ البشرية مليء بالأمثلة المثيرة للدهشة والحيرى بشأن خيارات الناس وقراراتهم. بينما يستحق هؤلاء الأفراد التحليل والاستنتاج العقلي بناء على مواقفهم الفردية وعلاقاتهم الاجتماعية والسياسية والعاطفية، يبقى دور الشرع واضحًا وحازمًا فيما يتعلق بالقوانين والمبادئ الإسلامية الخالدة غير قابل للتغيير بحسب ظروف زمان ومكان مختلفين.
