دفع تكبر وثبات قوم ثمود في طريق الضلال بأن يأتيهم العقاب الإلهي الشديد. لقد كانوا قد تجاهلوا رسالة نبيهم صالح-عليه السلام- وعاصوه، مما أدى بهم إلى مواجهة نهاية كارثية. وقد وصف القرآن الكريم هذا الحدث المؤلم في سورة الأعراف الآيات 77-84، وفي سورة هود الآيات 61-66.
بدأت قصة القوم الذين عاشوا فيما يعرف الآن بالحجاز بتبوك بالأحداث الجبارة عندما استجاب الله لدعاء نبيه صالح-عليه السلام-. جاء الأمر الرباني بإخراج ناقة عظيمة من جبل مجاور بناءً على طلب هؤلاء المشركين المتشككين لتصديقه. واستجابة لهذه الدعوى الاستفزازية، ظهرت هذه النعامة البرية العملاقة وسط دهشة الجميع. إلا أن بعض الرافضين للنبوّة ظلت قلوبهم جامدة ولم ترتدع حجج المعجزة الجديدة. لذلك أمر الله بأنه إن لم يؤمنوا بها فسيموتون جميعاً خلال ثلاث ليال فقط! وبعد انتظار مخيف ومفعم بالتوتر انتهى عصرهم بكل هول ورعب عند حلول الموعد المعلن عنه. فالزلزال الهائل ضرب المنطقة محدثا رجفة مدمرة جعلت سكان تلك القرية الصغيرة يجلسون بلا حراك مثل الجمادات كما ذكر الرواة المؤمنون بسورة الأعراف:"فَأَخْذَهُمُ الرَّجْفَةُ فَأصبَحُوا في ديارهِم جَاثِمِين". قصتهم عبرة للأجيال التالية لإظهار عجائب قدرة الرب وجهل البشر المقنع بكبريائات النفس العنيدة رغم كل المحاولات لحماية الطريق المستقيم الواضح أمام أبصار النفوس المؤمنة الموقنة بحقيقة وحدانية رب العالمين جل شأنه.