في معركة اليرموك التاريخية التي وقعت سنة ثلاث عشرة أو خمس عشرة من الهجرة، كان قائد المسلمين هو خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي، المعروف بسيف الله المسلول. أمره الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه على الجيش، قائلاً: "والله لأشغلن النصارى عن وساوس الشيطان بخالد بن الوليد". كان خالد بن الوليد قائداً بارعاً، فارساً من القلة الذين يجيدون القتال بسيفين في الوقت نفسه، وكان يقود الفرس برجليه.
بلغ عدد جيش المسلمين في معركة اليرموك نحو 36-40 ألف مقاتل، وقسمهم خالد بن الوليد إلى كراديس عدة، كل كردوس منها يضم 1000 مقاتل. قسم هذه الكراديس إلى ثلاث مجموعات: كراديس قلب، وكراديس ميسرة، وكراديس ميمنة. كان أبو عبيدة عامر بن الجراح قائد كراديس القلب، بينما كان عمرو بن العاص قائد كراديس الميمنة، ويزيد بن أبي سفيان قائد كراديس الميسرة. أما جيش الروم فبلغ عدده نحو 240 ألف مقاتل.
كان خالد بن الوليد قائداً عاماً لجيش المسلمين في معركة اليرموك، حيث قادهم إلى النصر الكبير على الروم. هزم جيش الروم هزيمة ساحقة، وقتل منهم نحو مائة وعشرين ألفاً. أما قائد الروم في تلك المعركة فهو تدارق أخو ملك الروم هرقل، والذي هرب بعد هزيمة الروم وقُتل بعد ذلك.
خالد بن الوليد ولد في مكة المكرمة عام 592م، وكان فارساً وقائداً مسلماً بارعاً. لقّبه الرسول صلى الله عليه وسلم بسيف الله المسلول، وكان له دور بارز في العديد من الغزوات والحروب الإسلامية. غزوة مؤتة كانت أول غزوة له مع المسلمين، كما كان له دور في حروب الردة زمن الخليفة أبي بكر الصديق، حيث قاتل مسيلمة الكذاب ومالك بن نويرة. كما قاتل الفرس وفتح بلاد فارس، ولاقى الروم في معركة اليرموك.