حدد الإسلام مدة الرضاعة بـ "حولين كاملين" لكل مولود، كما جاء في القرآن الكريم: "وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ" (البقرة: 233). هذه المدة هي غاية إرضاع كل مولود، وفقاً لجمهور المفسرين وأهل الفقه. ومع ذلك، يجوز للأم أن ترضع مولودها بأقل من ذلك دون أن يلحق بالمولود أي ضرر، بشرط اتفاق الزوجين، لما للأب من حق النسب والولاية، ولما للأم من الشفقة والعناية بالأولاد.
الرضاعة حق ثابت للرضيع بحكم الشرع، ويلزم إيصاله إليه من قِبَل من وجب عليه هذا الحق. وقد صرح الفقهاء بأن الرضاعة "حق للولد"، لأن الرضاع في حق الصغير كالنفقة في حق الكبير. وقد أجمع العلماء على أثر الرضاع في تحريم التناكح والمحرمية، وجواز النظر والخلوة، دون وجوب النفقة والتوارث وولاية النكاح.
الحكمة من الرضاعة واضحة، حيث يتغذى الطفل بالدم من خلال حبل السرة وهو في بطن والدته. فإذ انفصل هذا الحبل فلا يستطيع أن يشرب أو يأكل، فلذلك جعل الله له وعاءين في صدر الأم، الحكمة من اختيار أن يكون في الصدر بسبب القرب من القلب، إذ تقوم الأم باحتضان ولدها وتحنو عليه. كما جعل الله اللبن يجتمع في شحم وعصب ولحم بشكل متفرق ليكون أخف على الأم وأسهل عليها، ولا يجتمع فيه كاجتماع الشيء في القارورة. كذلك جعل الله اللبن يخرج من فتحات صغيرة وليس من مكان واحد حتى لا ينزل بشكل سريع ويشرق ويتضرر الطفل بسبب ذلك.
في الختام، فطام الرضيع في الإسلام له شروط محددة، أهمها عدم الإضرار بالطفل واتفاق الزوجين. والحكمة من الرضاعة واضحة في توفير الغذاء الأمثل للطفل وترسيخ الرابطة العاطفية بين الأم وطفلها.