في القرآن الكريم, تُشير الآيات الكريمة إلى أن لدى النبي نوح -عليهالسلام- ثلاثة أولاد آمنوا برسالته, وهم سام ويافث وحام, بينما رفض ابنه الرابع كنعان الإيمان وكذب الرسالة. هذا الاختلاف الكبير في الولاء أدى لتفريق واضح بين الأجيال التالية لهذه الشخصيات.
كان سام الجد الأكبر للعرب, الروم وفارسي آرام. أما يافث فقد أصبح جد للأجناس التركية مثل مجوس واجاج وجيم وشعب الدوقلا وغيرها الكثير. فيما تعلق بحام, فهو الجد للأقباط والسودانيين وبربري القوقعة الشمالية الغربية لأفريقيا.
تعكس قصة خلفية النبي نوح عبرة عظيمة حول أهمية الثبات والإصرار عند مواجهة تحديات الدعوة للإسلام. رغم طوله عمر الدعوة وانكار معظم القوم رسالة الخالق عز وجل, ظل صادقاً وصبوراً بلا انقطاع حتى ظهرت بوادر الخير بعروج سفينة الإنقاذ خلال غمر الفيضان الأرض كلها.
ومن هذه القصص نستنتج عدة دروس مهمة لتطبيقها في حياتنا اليومية. أولاً, تحمل مسؤوليتك الشخصية تجاه دينك وثبات أمام العقبات. ثانياً, تطوير شجاعتك الداخلية للدفاع عن الحقائق المقدسة دون خوف. بالإضافة لذلك, تعلم التحلي بالزهد والتقدير الحقيقي للقيم الأخلاقية بدلاً من الانغماس في متع زائلة للحياة الدنيوية. أخيراً, إدراك بأن عملك الصالح والمعاملة الحسنة هما المعيار الحقيقي للنجاح الأخروي وليس مجرد نسب أسرية أو رفاهية مادية مبنية على المال الملكة. إنها روابط روحية ستظل قائمة مدى الدهور مهما اختلفت الظروف الخارجية.