ولد السيد المسيح عيسى ابن مريم -عليهما السلام- في مدينة بيت لحم بالأرض المقدسة، تحديدًا داخل مغارة صغيرة أثناء رحلة الولادة لوالديه يوسف وأمه العذراء مريم عليها السلام. هذه المغارة باتت فيما بعد كنيسة الميلاد الشهيرة والتي تعتبر أحد أهم المواقع الدينية لدى مسيحيي العالم.
هذه الولادة نفسها تعد إحدى أعظم المعجزات الإلهية في تاريخ البشرية كما رواه القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، حيث جاء السيد المسيح إلى الدنيا عبر عملية الحمل بدون أب بشري وفق الوحي الرباني الذي بلغ جبريل عليه السلام لعذراء مريم. هذا الحدث الجليل يجسد قدرة الله عز وجل وتدخله المباشر في خلق الحياة الإنسانية, مما يؤكد صدقية الدعوة المحمدية بأنواع مختلفة من المعجزات تتجلى خلال فترة الأنبياء عليهم السلام منذ آدم وإلى آخر رسول وهو خاتم الرسل محمد صلى الله عليه وسلم.
وبعد ميلاده مباشرة أصبح عيسى عليه السلام معلمًا للنبي اليهودي زكريا ثم ظهر للعالم مبشرًا برسالة جديدة انبثقت عنها العقيدة المسيحية لاحقًا . لكن هدف دعوته الأساسي لم يكن تشكيل دين جديد وإنما تصحيح العقائد المنحرفة بين بني إسرائيل وتعزيز الاعتقاد بوحدانية الله سبحانه وتعالى وطريق الاتصال المباشر بدون وسطاء بشر. اختتم كتاب سلام الله عليك بتأكيد نزوله مرة أخرى للأرض قرب نهاية الزمان ليحقق عدلا كاملا وينشر الإسلام الحقيقي الذي بدأ به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حسب الحديث النبوي الشريف "لينزل عليكم ابن مريم حكما عادلا".