حكم القروض في الشريعة الإسلامية: دراسة متعمقة

في الشريعة الإسلامية، القروض تعد من الأمور التي لها أحكام خاصة، حيث يعتبر الربا من أعظم الذنوب التي توعد الله تعالى عليها بالحرب. الربا هو الزيادة غير

في الشريعة الإسلامية، القروض تعد من الأمور التي لها أحكام خاصة، حيث يعتبر الربا من أعظم الذنوب التي توعد الله تعالى عليها بالحرب. الربا هو الزيادة غير المشروعة في القروض، سواء كانت قروض استهلاكية أو إنتاجية، وهو محرم في الإسلام سواء كان قليلاً أو كثيراً.

يقول الله تعالى في القرآن الكريم: "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين. فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله" (البقرة: 278-279). هذا النص القرآني واضح في تحريم الربا، ويؤكد على أن من يتعامل به فهو في حرب مع الله ورسوله.

كما لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم كل من اشترك في عقد الربا، فلعن آخذه، ودافعه، والكاتب الذي يكتبه والشاهدين عليه. روى الشيخان عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لعن رسول الله آكل الربا ومؤكله وكاتبه وشاهديه، وقال: هم سواء".

ومن هنا، يجب على المسلم الابتعاد عن حومة الربا وتجنبها بكل أنواع التعامل، ولا سيما إذا كان لغرض التجارة والاستثمار. ففي الحديث: "لا تكونوا إمعة، تقولون: إن أحسن الناس أحسنا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساءوا فلا تظلموا".

وعلى الرغم من أن بعض الناس قد يقعون في معاصي أو مخالفات، إلا أن ذلك لا يعني أن يرتكب كل معصية أو يقع في كل مخالفة. بعض الشر أهون من بعض، والمسيء المقصر عليه أن يتدارك نفسه قبل أن يفجأه الموت ويدركه الأجل بالكف عن معاصيه والتوقف عن إساءته.

وفيما يتعلق بالقروض، فإنها تبيح عند تحقق الضرورة المبيحة لارتكاب المحظور. يقول الله تعالى: "فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ" (البقرة: 173). ولكن القرض بالربا محرم لا تبيحه حاجة ولا ضرورة، والاقتراض بالربا كذلك، ولا يرتفع إثمه إلا إذا دعت إليه ضرورة.

وفي الختام، يجب على المسلم أن يسعى لتجنب التعامل مع البنوك الربوية، وأن يبحث عن بدائل شرعية مثل البنوك الإسلامية أو القروض الإسلامية. فالمال الحلال هو الذي يبارك فيه الله تعالى ويجعله سبباً في البركة والرخاء.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات