الحمد لله الذي شرع لنا في الإسلام شعائر عظيمة، ومنها أضحية العيد التي هي من أعظم القربات إلى الله تعالى. ومن أهم شروط إجزاء الأضحية أن تبلغ السن المعتبرة شرعًا، والتي تختلف باختلاف نوع الأضحية.

فيما يتعلق بالسن المعتبرة شرعًا في الأضاحي، فقد وردت أحكامها في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. يقول الله تعالى في سورة الحج: "ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام" [الحج: 34]. وهذا يشمل جميع أنواع الأضاحي من الإبل والبقر والغنم.

أما بالنسبة للسن المعتبرة شرعًا، فقد روى مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تذبحوا إلا مسنة، إلا أن تعسر عليكم فتذبحوا جذعة من الضأن". وهذا يعني أن المسنة هي الثنية أو الثني من الإبل والبقر والغنم، ولا يجزئ من الإبل إلا ما أتم خمس سنين، ولا من البقر إلا ما أتم سنتين، ولا من المعز إلا ما أتم سنة، وأما الضأن فيجزئ منها الجذع، وهو ما أتم ستة أشهر.

وقد أكد العلماء على أن هذه السن المعتبرة هي من باب التحديد والتعيين، ولا يجزئ في الأضاحي ما دونها ولو كانت كبيرة الخلقة وفيرة اللحم. كما ذكروا أن ما ورد في النصوص من أسنان الأضاحي هو من باب التحديد والتعيين، وليس مقصودًا لذاته، بل هو أمارات على كبر حجمها.

وفيما يتعلق بمن يقدمون الأضاحي التي قد يقل عمرها عن ستة أشهر، مثل الضأن في فرنسا وغيرها من الدول، فقد أشار العلماء إلى أنه لا يمكن الاجتهاد في هذه النازلة المعاصرة، لأن ما ذكر في النصوص من أسنان الأضاحي هو من باب التحديد والتعيين. لذلك، يجب الالتزام بالسن المعتبرة شرعًا لتكون الأضحية صحيحة ومقبولة عند الله تعالى.

وفي الختام، نسأل الله أن يوفقنا جميعًا لفعل ما يرضيه، وأن يجعلنا ممن يقبل منهم أعمالهم يوم القيامة.