النظر، سواء كانت جسديّة أم لا، يُعتبر موضوعاً مهمّاً ورد ذكره كثيراً في الثقافة الإسلامية بناءً على تعاليم الدين الإسلامي الحنيف. أحد الأحاديث الشريفة التي تؤكد هذا الأمر هو الحديث النبوي الشريف "إِنَّ النَّظْرَةَ سَهْمٌ مِن سَهْمِ إِبْلِيس"، والذي يعكس عمق الفكر الديني حول تأثير الرؤية البصرية على الحالة الروحية للإنسان.
في هذا السياق، يشير العلماء إلى أن النظر ليس مجرد فعل بدني بسيط؛ بل إنه يمكن اعتباره وسيلة للتواصل مع العالم الخارجي ورسم تصورات داخلية للواقع. بهذا المعنى، ينصح الرسول الكريم بالحذر عند استخدام هذه الوسيلة لأن طاقة التأثير فيها قوية للغاية وقد تقود المرء نحو المسارات الخاطئة إذا لم يتم التحكم بها بشكل صحيح.
يشير مصطلح "سهم إبليس" ضمنياً إلى القدرة الغير مباشرة لإثارة الشهوات والحسد وغيرها من المشاعر الضارة لدى الإنسان. فالنظرة قد تكون بوابة لتغذية هذه الرغبات غير الصافية مما يؤدي ربما إلى ارتكاب الأعمال المحرمة شرعاً وضميريّا. ولذلك فإن تجنب الانجراف خلف تلك التعبيرات الفيزيائية والعقلية يصبح ضروري للحفاظ على نقاء القلب وطهر الروح.
بالإضافة لذلك، هناك جوانب أخرى أكثر تحديداً تتعلق بالنظر والتي حذرت منها السنة النبوية مثل نظر الرجل للمرأة بغرض الإغواء ونظر المرأة لرجل غريب عنها بهدف الجذب الجنسي -حيث أكدت النصوص الشرعية تحريم ذلك-. وذلك لما له من آثار سلبية محتملة تشكل تهديداً للقيم الأخلاقية والأسرية وتنتهك حدود الطبيعة الإنسانية كما رسمتها الشريعة الإسلامية.
وبالتالي، فإن فهم وإدراك القيمة الفلسفية والمعنوية لحديث "إِنَّ النَّظْرَةَ سَهْمٌ مِن سَهْمِ إِبْلِيس" يساعد المسلمين بشكل عام على ترسيخ الوعي الذاتي واحترام الذات بالإضافة للمجتمع ككل ومن ثم تحقيق حياة متوازنة ومستدامة تحت مظلة التشريع الرباني.