الغبن الفاحش مصطلح شائع في مجالي الفقه والقانون، ويعرف على أنه اختلال شديد وغير متناسب في توازن الأداء حين تنفيذ عقود تبادل القيم. ينبع الغبن الفاحش من العنصرين "الغبن" و"الفاحش"، ولكل منهما دلالاته الخاصة التي توضح معناها مجتمعتين.
في اللغة العربية، يشير المصطلح "الغبن" إلى تخفيض القيمة بشكل غير مشروع، بينما يعني "الفاحش" الزائد أو الجائر عن الاعتدال. لذلك، يمكن اعتبار الغبن الفاحش نتيجة لتفاوت واضح وصريح في قيمة المقابل التجاري ضمن عملية البيع والشراء. وينتج عن هذا الاختلال خسارة كبيرة لإحدى الطرفين مقارنة بالأخرى.
ومن منظور فقيه، يعتبر الغبن الفاحش محظورا لأنه مضر للناس ويلحق بهم ضررا مادياً ومعنوياً. وتقسم هذه الظاهرة إلى قسمين أساسيين: غبن بسيط وغبن جسيم، حيث يكشف الأخير عن تحيز كبير تجاه أحد الأطراف قد يصل إلى حد الاحتيال والتلاعب بالقيم السوقية. وقد يقوم خبراء تقويم السلعة بتحديد مدى سوء الوضع بناء على مستويات التركيز المختلفة لهذه الحالة.
أما بالنسبة للقانون الحديث، فإن التعريف هنا أكثر تركيزا على الجانب الاقتصادي للعقد. إذ يعرف الغبن بأنه الإلحاق الضرر لأحد合约的 طرف أثناء التنفيذ وفق لما تم الاتفاق عليه سلفا. وفي حالة الغبن الجسيم ("الغبن الفاحش") تصبح هناك علامات واضحة للخداع والخيانة المرتبطة بسعر الأصل المباع بكثير مما يستلزمه الواقع الحالي لسوق القيمة ذات الصلة.
وتختلف وجهات النظر حول كيفية حساب مستوى الغبن الفاحش حسب اتباع المدارس الفقهية المختلفة. أول تلك الآراء تشدد على تأثير عرفيات رجال الأعمال المعتاد عليها فيما لو اعتبر ذلك مؤثرا لصلاحية الصفقة وعدم صلاحيتها. أما وجهة نظر أخرى فتفضي إلى جعل نسبة زيادة سعر القطعتين أعلى من الثلث شرطا لحكم النزاع بأنه "غبن فاحش". بالإضافة إلى رأي خاص يرى ارتباط كمية الفرق المستندة لنوع الثروة الواجب بيعها مثل المنتجات الغذائية والحيوانات والعقارات وما إليها بمستوى متفاوت من نسب الخسارة المقدرة لكل صنف جزء منها.
وهكذا يبدو لنا فهم إضافي لفكرة الغبن الفاحش ودور مفردتي "الغبن" و"الفاحش"، وكيف أثرت هاتان المفاهيم داخل الدراسات الشرعية والدوائر التشريعية الحديثة مساهمين بذلك باتخاذ قرارات قضائية وعادات اجتماعية مبنية على العدالة ونصرة الحقوق الشخصية للأطراف المتحابة.