مظاهر احتفال الشعب الأردني بمولد خير البرية: تقاليد وثقافة فريدة

في المملكة الأردنية الهاشمية، يعدّ عيد مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم مناسبة دينية واجتماعية مميزة يُحتفى بها بكل فرحٍ واحتفالٍ. يعود تاريخ أول اح

في المملكة الأردنية الهاشمية، يعدّ عيد مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم مناسبة دينية واجتماعية مميزة يُحتفى بها بكل فرحٍ واحتفالٍ. يعود تاريخ أول احتفال بهذا اليوم إلى الدولة الفاطمية في مصر، لكنَّ الأردنيين استلهموا تلك التقاليد وطوّروها لتلائم ثقافتهم وتراثهم الخاص.

يُصادَفُ عيد المولد النبوي في الثاني عشر من شهر ربيع الأول وفق التقويم الهجري، وهو يوم عطلة رسمية في الأردن تكريمًا لسيرة سيد البشرية محمّد رسول الرحمة والمُحبة. خلال فترة الاستعداد للاحتفال بهذه المناسبة المباركة، تكتسي البيوت والشوارع بأنوار الزينة وزخارف خاصة تعكس البهجة والسعادة المنتشرة بين السكان. كما تقضي العديد من العائلات وقتها سوياً في المنزل لاستقبال الضيوف المهنِّئين الذين يجلبون معهم مختلف أصناف الحلويات الشهية مثل "المشبك"، وهي حلوى تقليدية مشابهة للحلوى المُقدمة في رمضان وعيدي الفطر والأضحى للتعبير عن الفرحة والسرور بميلاد خاتم الأنبياء.

تشهد المساجد والجوامع نشاطًا ملحوظًا قبل وبعد حلول الليلة المباركة، حيث تمتلئ بالأشخاص المتعبدين الراغبين في أداء الصلاة ودراسة سيرته عليه السلام. بالإضافة إلى ذلك، تنظم مؤسسات المجتمع المدني وجمعيات العمل الخيري عدة فعاليات مصاحِبة لهذه المناسبة تجمع المؤمنين حول قراءة القرآن الكريم والاستماع لحلقات الحديث حول أخلاق وآداب النبي محمد صلى الله عليه وسلم. إن مشاركة هؤلاء الأفراد تعكس اهتمامهم بالتعرُّف أكثر على قدوة الأمّة وخاتم الرُسل، الأمر الذي يساهم أيضًا في توثيق روابط الأخوة وصلة القرابة بين المواطنين.

وفي مساعي أخرى نحو نشر العلم والمعرفة، تطلق المدارس الرسمية والخاصة حملات تثقيفية متنوعة حول شخصيته العطرة، وذلك عبر برنامج إذاعي صباحي خاص وشهادات مبتكرة تصاحبها هدايا رمزية تحتوي تفاصيل حياته مثيرة للإعجاب والعظة. كذلك تسعى جامعات ومعاهد التعليم العالي لنشر رسالة محمّد صلى الله عليه وسلم وسط شباب الوطن بجلساته العامة وندواته الثقافية التي يؤدي فيها الطلاّب دور مزيد من الدعوة والإرشاد برفقة أساطين هيئة تدريس وفنانين معروفين لهم باخلاقه الحميدة وصفاته المثالية.

إن مظاهر الاحتفال المصري والفلسطيني والسوري لها طابع مماثل ولكن بطرق مختلفة قليلاً. فتزين شوارع فلسطين بالحلويات التقليدية كالكانفة والنمرة وتقام جلسات ذكريات واغاني مديح، بينما تشهد القاهرة مهرجان مدائح عملاقة يشغل البائعيون بساحاتها منتوجاتها الخاصة بالحلوى المعدة خصيصًا لمناسبتها البلد التاريخي المرتقب له. أما سوريا فأهلها يفخرون بإقامة مناسبات تزدهر لأربعة اسابيع متواصلة منها سهرات موسيقية غنائية ورقص شعبى يرتدى فيها أفراد الجماعة ملابس ذات ألوان زاهية وملابس مختصة براقصي التصوف المعروف باسم الطريقة النقشبندية التركمانانية وغيرها الكثير حسب كل منطقة سورية على حدى وعلى اختلاف طبيعتها الفلكورية المختلفة الرائعة!

وبذلك فإن الاحتفال بمولد نبيهينا الأعظم ليس فقط فرصة للتذكّر بل أيضا موطن لتحقيق الروابط الاجتماعية وتعزيز الشعور بالقيمة الإنساية الإنسانيه والحفاظ عليها للأجيال الجديدة قادمة .


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات