بلال بن رباح الحبشي التيمي القرشي بالولاء، المعروف بأبي عبد الله أو أبي عبد الرحمن، هو أول مؤذن في الإسلام. ولد بلال في مكة المكرمة، وكان مولى لبني جمح، حيث كانت أمه حمامة مولاة لهم. عانى بلال من تعذيب شديد من قبل المشركين بسبب إسلامه، خاصة من أمية بن خلف الذي كان يعذبه في الحر الشديد في صحراء مكة، ويضع الصخرة العظيمة على صدره.
اشتراه أبو بكر الصديق رضي الله عنه من أمية بن خلف، ثم أعتقه، فكان بلال ملازماً للنبي محمد ﷺ، وآخى بينه وبين أبي عبيدة بن الجراح. شهد بلال جميع الغزوات مع النبي ﷺ، وكان خازناً له. كان بلال من أوائل السبعة الذين أسلموا، كما روى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
كان بلال صابراً محتسباً في سبيل الله تعالى، وله مكانة خاصة في قلوب المسلمين. روى الحاكم أن النبي ﷺ قال إن السُبّاق أربعة، فبلال سابق الحبشة. كما شهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه لأبي بكر الصديق رضي الله عنه قائلاً: "أبو بكر سيدنا، وأعتق سيدنا". حتى أن النبي ﷺ شهد لبلال بدخول الجنة.
توفي بلال بن رباح رضي الله عنه في دمشق، وله من العمر بضع وستون سنة، ودفن في مقبرة دمشق عند الباب الصغير. كان بلال بن رباح شخصية فذة في تاريخ الإسلام، حيث كان أول مؤذن في الإسلام، وصاحب صبر وثبات في وجه التعذيب الشديد.