في الإسلام، يعد احترام الأعراض والحفاظ على كرامة الأفراد حقوقاً مقدسة ومحمية. القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة يشددان على أهمية حفظ الألسن وعدم نشر الإشاعات أو التشهير بالآخرين بلا دليل واضح. يقول الله تعالى في سورة الحجرات، الآية 11: "يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم". هذا التشريع ينبه إلى خطورة ظاهرة ظلم البعض ظلماً بيناً من خلال الإساءة لأعراض الآخرين والتعدي عليهم بدون حق شرعي واضح.
الطعن في الأعراض ليس مجرد مسألة أخلاقية فقط، بل هو أيضاً جريمة يعاقب عليها القانون في العديد من المجتمعات الحديثة. فهو يؤدي غالباً إلى فتنة ونزاع اجتماعي قد يصل لدرجة الفساد الاجتماعي. لذلك، فإن الإسلام يدعو المسلمين للابتعاد عن هذه الممارسات الضارة ودعاة إليها.
ومع ذلك، هناك حالات يمكن فيها اعتبار الطعن في الأعراض دفاعاً شخصياً مشروعا. إذا كان الغرض منه بيان الحقيقة وتصحيح معلومات خاطئة أو حماية النفس أو العائلة من ضرر محتمل نتيجة للإدعاءات الكاذبة، حينئذٍ يُعتبر ذلك استعمالا لحقه المشروع للدفاع عن نفسه أو عائلته ضد ظلم وقع عليهما. لكن حتى في مثل هذه الأحوال، يجب أن يتم بشروط وضوابط دقيقة لتجنب الوقوع في المحظورات الدينية والقانونية.
وبالتالي، بينما تحتل حرية التعبير والإعلام مكان بارز في المجتمعات المعاصرة، إلا أنه يجب دائما مراعاة القواعد الشرعية والأخلاقيات الإسلامية التي تحفظ سلامة وخصوصية الجميع ضمن مجتمع متماسك ومترابط حسب الضوابط الإسلامية والمعايير الاجتماعية المتعارف عليها عالمياً بما يحقق العدالة والمصلحة العامة للمجتمع والأفراد كافةً.