- صاحب المنشور: رغدة الشرقي
ملخص النقاش:
بدأ النقاش حول استخدام الذكاء الاصطناعي في اتخاذ القرارات الطبية الحرجة بموضوع طرح هاتين المسألتين الرئيسيتين: مدى قدرة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على التعويض عن الأخطاء البشرية وضمان دقة أكبر مقارنة بالإنسان، وتحمل الأخلاقيات المرتبطة بهذا الاستخدام المحتمل.
عرض أحد الأعضاء، إبراهيم، رؤية تشدد على تعقيد القرارات الطبية حيث أنها لا تعتمد فقط على الحقائق الرقمية والإحصائية بل أيضاً على الجانب العاطفي والمعرفي للإنسان والذي قد يغير مجرى الأمور. كما أعرب عن المخاوف المتعلقة بكيفية كون الذكاء الاصطناعي معتمدًا على البيانات السابقة وبالتالي قد يغيب عنه العديد من جوانب الوضع الطبي غير الواضح وغير المتوقع. بالإضافة إلى هذا، تم التأكيد على الجانب الأخلاقي المهم لأي قرار طبي محتمل، مستخدمًا مثال عدم علاج حالات الطوارئ بسبب احتمالية ضعف احتمالية الشفاء. الهدف النهائي حسب قوله هو استخدام الاثنين جنباً إلى جنب - الطب التقليدي والتكنولوجيا الحديثة كالتكنولوجيا الخاصة بالذكاء الاصطناعي – لتحقيق أفضل النتائج للمرضى.
رداً عليه، عرض عضو آخر يدعى فرح بن زيدان وجهة نظر أكثر تقبلًا لاستخدام الذكاء الاصطناعي بصفته أداة داعمة للطبيب بدلاً من البديل عنه مباشرة. وفقاً لها، يمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي الأطباء بتوفير تحليلات أسرع وأكثر دقة بينما يحافظ الشخص البشري على دوره الرئيسي خاصة عندما يتعلق الأمر بالأبعاد الإنسانية والمعنوية للقضايا الطبية. كانت هناك دعوة أيضًا لإجراء تنظيم صارم لاستخدام الذكاء الاصطناعي في المجال الصحي مضمونًا فيه حماية حقوق المرضى واحترام القيم الإنسانية.
اختارت المرأة الثالثة في الحلقة، نادين العروسي، نفس الموقف نسبياً ولكنه مزيد من التركيز علي محدودية القدرات الرقمية لتفسير المشاكل الطبية الغير قابلة للQuantification (أي غير قابل لقياس الكم). وهي تكرر أهمية بقاء العنصر الإنساني كنقطة مركزية في عملية الرعاية الصحية حتى وإن ساعدتنا الأدوات التكنولوجية الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي. وفي نهاية المطاف، يؤكد الجميع على ضرورة وجود نموذج عمل موائم ومراقب جيدًا يستغل كل من الروبوتات والبشر لصالح الأفراد الذين يحتاجون لرعاية طبية فائقة.
خلال هذه المناقشة المثمرة، أصبح واضحًا أنه بغض النظر عما إذا كنا نقترح زيادة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي أم عدم القيام بذلك، فإن الحل الأكثر فعالية سيكون عبر الجمع بين نقاط قوة الرجلين؛ فالذكاء الاصطناعي يمكنه تقديم معلومات ثانوية هائلة للأطباء أثناء إدارة الحالات العلاجية اليومية بينما يبقى الجسم البشري موجودا لحل أي مشكلات خارج نطاق التصنيف الرياضي أو الحدس الآلي.