تسدل سورة الأنبياء، هي السورة الحادية والعشرين في القرآن الكريم والتي تحمل اسم "الأنبياء" لاشتمالها على قصص وتوجيهات للعديد من رسول الله عز وجل، تسدل ستاراً غامضاً حول حكمة الخالق وعظمته. تُعتبر هذه السورة المكّية مركزاً مضيئاً للإيمان والإرشاد، حيث تعرج رحلتها عبر الآيات لتعبّد طريق المؤمنين نحو اليقين والثبات في العقيدة الإسلامية.
في هذا السياق، تستعرض السورة أهم الأفكار والموضوعات التالية:
- البشر بالحساب الأخروي: تؤكد السورة الواقع القريب للحساب الآجل، وهو ما يبدو واضحاً من خلال خلق الأرض والسماء منذ نقطة الصفر. توضح الآيات كيف أن طبيعة العالم نفسه تشهد بحقيقة اليوم الآخر.
- تحذير من الإنكار: تحتّم السورة عقوبات شديدة لمن يكذبون بموعود الله أو ينكرون نبوّة النبي صلى الله عليه وسلم. إنها تحذر بشدة من مخاطر الغرور والكفران بالنعم الإلهية.
- تشابه جميع الرسالات: تثبت سورة الأنبياء أن رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم لا تختلف جوهرياً عن رسائل أولئك الذين جاؤوا قبله، مما يعزز الوحدة الروحية لكل البشرية أمام رب واحد.
- مكانة القرآن منزلة عليا: يُشدد عليها باعتباره مرشدا ومبشرا وأمرا لأهل العلم والصلاح. فهو هدية كريمة لعباد الله العزيز الحكيم.
- درس من تاريخ الأمم السابقة: تقدم السورة دروساً مستخلصة من نهاية الأمم القديمة مثل ثمود وآدم وحواء وغيرهم ممن تجاهلوا نداء الرب واتبعوا الشهوات الدنيوية بدلاً من الطاعات الشرعية.
- الحساب غير محصور بزمن: رغم مرور الزمن وانتظاره طويلاً، إلا أنها ليست مؤشرًا لرهاب العدالة الإلهية. فقد ضرب الله أمثلة كثيرة بالأمم السابقة التي تعرضت للعقاب المفاجئ نتيجة جرائمها ضد الدين والنبيين.
- مديح لشخصيات رسالية بارزة: تنوه بالسيرة الذاتية لأنبياء بني إسرائيل وغيرهم الكثير ممن حملوا رسالة حق وهموم مجتمعاتهم بما فيها الدعوة للدين والخروج على الظلم والاستبداد السياسي والديني أيضاً حسب اعتقاد الإسلاميين.
- وحدة التصميم الإلهي: ترسم صورة عميقة بوحدانية خالق الكون وفق نظام ثابت حكم فيه المحارب الوحيد للقيم الحميدة بالإصلاح المستمر للأمر حتى نهايته النهائية وهي الموت المشترك لكل الثقلين بدون استثناء أحد مهما بلغ قدره قطعا ولا جزئيّا وجهارا وظلاما أيضا بالضرورة ضمن خطوط سنة الابتلاء المصروفة من قدرة ذي القدرة يا رب العالمين..
وبذلك فإن سورة الأنبياء تقدم رؤية شاملة ومتكاملة لعظمة الخالق وحديثاته بشأن يوم القيامة ودوره الرئيسي كمعلم ومعوض ورومي لإرسالاته الإنسانية المختلفة عبر التاريخ قصد تقوية روابط الصلة بين الناس وخالق البلاد وصاحب الملكوت الأعلى الواسع الرحب...