الحكمة من عدة الأرملة: حماية الأعراض والأنساب

الحكمة من عدة الأرملة، أو فترة الانتظار التي تلي وفاة الزوج، لم يتم تحديدها بشكل صريح في النصوص الدينية، ولكن العلماء استنبطوا عدة حِكم تتناسب مع قواع

الحكمة من عدة الأرملة، أو فترة الانتظار التي تلي وفاة الزوج، لم يتم تحديدها بشكل صريح في النصوص الدينية، ولكن العلماء استنبطوا عدة حِكم تتناسب مع قواعد الشرع. أولاً، تعدّ العدة وسيلة لحفظ الأعراض والأنساب، حيث تضمن عدم اختلاط الأنساب وتحديد المسؤوليات.

وفقاً لابن كثير في تفسيره، فإن الحكمة من عدة الأرملة تكمن في احتمال وجود حمل في الرحم، وبالتالي فإن هذه الفترة تسمح بتحديد ما إذا كان هناك حمل أم لا. وهذا يمنع أي تجاوز للحكم الشرعي الذي استنبطه العلماء.

تستمر عدة الأرملة لمدة أربعة أشهر وعشرة أيام من وقت وفاة الزوج، بغض النظر عن عمر الأرملة أو حالة الحيض لديها. إذا كانت الأرملة حاملاً، تنتهي عدتها عند وضع حملها، حتى لو كان ذلك بعد ساعة من وفاة زوجها. الحمل المقصود هنا هو ما يمكن أن يتطور فيه خلق إنسان، سواء كان ذلك بصورة خفية أو ظاهرة.

شروط عدة الأرملة تشمل الابتعاد عن التطيّب والزينة والتعرّض للخاطبين والخضاب أثناء فترة العدة. يرى جمهور العلماء أن الأرملة يجب أن تقيم في منزل الزوج ولا تخرج منه، إلا في حالات الضرورة القصوى. كما أن الحداد على الزوج واجب على جميع الزوجات، بغض النظر عن العمر أو الدين أو حالة الدخول. حتى المرأة غير المدخول بها تعتد عند وفاة زوجها، لأن عدم الدخول لا ينفي وجوب الحفاظ على النسب والوفاء للزوج والحداد على وفاته.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات