أبو بصير: قصة وفاء ونجاة بطابع إيماني

على مشارف مدينة مكّة المكرمة، عاش رجلٌ يكنى بأبي بصير، وهو شخصية بارزة ضمن صفوف المسلمين الطامحين للحرية والتسامح الديني. قبل عقد صلح الحديبية التاريخ

على مشارف مدينة مكّة المكرمة، عاش رجلٌ يكنى بأبي بصير، وهو شخصية بارزة ضمن صفوف المسلمين الطامحين للحرية والتسامح الديني. قبل عقد صلح الحديبية التاريخي بين القبائل العربية المختلفة تحت شعاع رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ظل أبو بصير متشبثًا بإسلامه رغم الضغط الشديد من مجتمعه المحافظ.

وبعد إبرام السلام، خشي أبو بصير انتقام قبيلته الثقافية المتشددة، فتوجه نحو مدينة رسول الله بحثًا عن ملاذ آمن. ولكن تعهدات الصلح كانت تشترط عدم استقبال أي شخص بدون موافقة الجانب المقابل. لذلك، عندما طلبت قبيلة أبي بصير تسليمَه عبر سفراء لها لدى النبي الكريم، اضطرت الدولة الإسلامية لتلبية هذا الشرط مؤقتًا.

لكن عزيمة الرجل المطلق والدفاع المستميت عن عقيدته أثبت بلا شك صدقه وإخلاصه للإسلام. فقد تمكن بشجاعة خارقة من الفرار أثناء عملية التسليم تلك، ليعود مباشرة إلى محيط المسجد النبوي معتمدًا على حماية حرمه المقدسة. وبينما سعى السفراء الفاشلون لإعادة اعتقاله بالقوة، هرب مرة أخرى بعزم لا يخبو.

هذه الحالة الغريبة دفعته للاستعانة بالنبي صلى الله عليه وسلم مجددًا، لكن نتيجة معرفتهم المشتركة بخطة قريش التعسفية ضده، فهم تمام فهم أنه لن يتم منح حصانته مرة ثانية. فقراره الثابت بالوقوف ضد الظلم قاداه للتخطيط لاستراتيجية دفاعية ذكية للغاية. اختار موقعًا استراتيجيًا بالقرب من طرق التجارة الرئيسية، حيث ينصب كمينًا للقوافل التجارية التي تنقل أموال وثروات قريش ما بين مكّة والمدن الأخرى. سرعان ما انضم إليه العديد ممن هم مثله: مسلمين هاربين يبحثون عن بيئة أكثر تقبلًا ودعمًا لأفكارهم الجديدة حول الحرية الروحية والإنسانية بشكل عام.

وقد أدى نشاطاته هذه لتحقيق نجاح كبير داخل المجتمع السياسي آنذاك؛ إذ اضطر زعماء قريش لعقد هدنة جديدة تتمثل فيها نزعتها الإنسانية غير المعلنة سابقًا تجاه قضية حرية الاعتقاد الشخصية لكل فرد. لقد اقروا رسميًا بحماية كل مسلم يحاول الوصول الآمن لساحة الدعوة الأولى للنبي الكريم.

وفي النهاية، توفي أبو بصير خلال رحيلة الأخيرة برفقة برقية خاصة تحمل توقيع رسول الإسلام نفسه. وكانت آخر كلماته هي عبارة "الله أكبر"، بينما كان موقف مصوره يشهد لشخصيته الباسلة والصمود المثالي أمام رياح المحاباة الاجتماعية الراسخة والتقاليد القديمة الجامدة بالحفاظ علي روح المواطن الحقوقية والقيمة الأخلاقية الاعلى داخل حدود الوطن العربي الأمومية للأديان السماوية كافة وهي حرية الاختيار والاستقلال العقائدي الشخصي الخالص لصاحبه فقط! وعلى الرغم من نهاية حياته المبكرة نوعًا ما نظرا لاحداثيات التاريخ المعروفة جيدآ إلا انه ترك ارث ولادة جديد لامثيل له في تاريخ الإسلام مبني علي أساس احترام حقوق الإنسان الانسان بحرية الرأي والممارسة الدينيه الخاصة بكل انسان باختلاف ايديولوجياته الاجتماعيه والثقافية الأخرى أيضا مماجعل منه رمز حي دائم موجود دائما وسط قلوب المؤمنيين الصادقين حتي اليوم . إنها دروس أخلاق عظيمة مستخلصة من قصة الواحد الوحيد صاحب الاسلوب المختلف.. ابو بصير..


الفقيه أبو محمد

17997 Blogg inlägg

Kommentarer