ولد الشيخ الدكتور أحمد محمد شاكر عام 1911 ميلادية في قرية "شبرا النملة" بمصر؛ وهو عالم دين ومفسّر قرآن كريم بارز يعتبر أحد رواد الفلسفة الإسلامية الحديثة. نشأ نشأة دينية متدينة وسط أسرة علم وتقوى، مما ساهم بشكل كبير في تشكيل شخصيته الفكرية والثقافية لاحقاً.
درس الأزهر الشريف وحصل منه على شهادة العالمية سنة ١٩٣٥ م ثم واصل دراسته العليا خارج البلاد حيث التحق بكلية الدراسات الشرقية والإفريقية بلندن عام 1942 م وحصل منها على درجة الدكتوراه بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى بتقدير ممتاز جداً وكان رسالته هي "البلاغة القرآنية ودورها في الإعلام والتربية"". وقد أثرت هذه الرسالة تأثيراً عميقاً في مسيرة حياته المهنية والأكاديمية بعد ذلك.
بعد عودته إلى وطنه مصر عين مدرساً للأصول والفقه بكلية دار العلوم بالقاهرة وذلك منذ بداية الخمسينيات حتى تقاعده النهائي عام 1976م . كما قام بتأسيس قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة بالكلية نفسها بالإضافة لإداراته لقسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية لفترة وجيزة قبل رحيله الطوعي عنها بسبب بعض الاختلافات الأدبية والمعنوية مع زملائه الأكاديميين آنذاك والتي كانت سبباً فيما يعرف باسم قضية كتاب "موسوعة الإلحاد".
تعدّ مؤلفات شيخنا الراحل أحمد محمد شاكر واحدة من أهم المكتبات العلمية المتخصصة بالمناهج البلاغية والنصوص القرآنيّة ذات المنظور الوجودي والتاريخي الاجتماعي للقرآن الكريم نفسه. ومن أشهر كتبه التي ترجمت ونقلت لأكثر من لغة: "القراءة الجديدة"، و"الإسلام بين الدعوة والاستجابة"، وغيرهما الكثير مما يحتوي عليه مكتبته الخاصة والذي يضم أكثر من ثلاثين مجلدًا.
توفي العالم الجليل يوم الجمعة الخامس والعشرين من شهر ربيع الآخر الموافق لتاسع نوفمبر لسنة ألف وثلاثمائةٍ وستةٍ وستين للهجرة المشرفة الموافقة منها للسابع عشر من يناير لعام ألف وتسعمائة وأربعةٌ وخمسون الميلادي بحسب التقويم الغربي وفق ما ذكرت وسائل الإعلام المختلفة حينئذٍ ، تاركا خلفه تراثا فكريّا غزيرا يستحق التأمل والتبصر ويتطلب المزيد من البحث والدراسة المستقبلية نظرا لما يحمله كتبه ومعارفه الرائعة من ثراء معرفي أصيل يسعى لنشر قيم العدالة الاجتماعية والحكمة الإنسانية عبر مختلف الثقافات والأزمان الحاضرة والسابقة لها مجتمعاتها المختلفة .
