كان لنبي الله نوح -عليه السلام- أربعة أبناء ذكور، وهم سام، وحام، ويافث، وكنعان (أو يام). ومن بين هؤلاء، آمن مع أبيهم سام، وحام، ويافث، ونجوا من الطوفان. أما كنعان أو يام، فقد أعرض عن دعوة والده وأصبح من المغرقين. وفقًا لعلماء التاريخ، فإن جميع نسل بني البشر على الأرض اليوم ينحدرون من أبناء نوح الذين نجوا.
تقدم قصة نوح -عليه السلام- العديد من الدروس القيمة. أولها، إرسال جميع الأنبياء والرسل بتوحيد الله -تعالى- كهدف مشترك. ثانيًا، أداء نوح -عليه السلام- لدعوته بآدابها، حيث استمر في الدعوة ليلًا ونهارًا، سرًا وعلانيةً، دون كلل أو ملل. ثالثًا، رفض الشبه والادعاءات التي أطلقها أهل الكفر وتمسكوا بها، والتي كانت في الواقع مجرد تكبر على الحق.
ومن فضائل الأنبياء إخلاصهم لله -تعالى- وتفانيهم في هداية الآخرين لتوحيد الله. دعا نوح -عليه السلام- قومه إلى توحيد الله -تعالى- لمدة تسعمئة وخمسين عامًا، لكن قلة منهم فقط استجابت لدعوته. ومع ذلك، استجاب الله لدعائه وأهلك الكافرين من قومه، بينما نجا المؤمنون بفضله وكرمه ورحمته.
هذه القصة تذكرنا بأهمية الصبر والثبات في الدعوة إلى الحق، حتى في مواجهة العناد والكفر. كما أنها تسلط الضوء على أهمية التوحيد في الإسلام، وهو الأساس الذي بنيت عليه رسالة جميع الأنبياء والرسل.
