ولد الشيخ البشير الإبراهيمي عام 1889 م في مدينة قسنطينة الجزائرية لأبوين متدينين ومتعلمين. منذ سن مبكرة، بدأت موهبته الأدبية والدينية تتضح عندما التحق بمدرسة زاوية الأمير عبد القادر التي كانت مركزاً للتعليم الديني والأدبي التقليدي.
تتلمذ الإبراهيمي تحت إشراف علماء كبار مثل الشيخ محمد بن سالم البحراوي، مما أسهم بشكل كبير في تشكيل شخصيته الفكرية والعلمية. بعد تلقيه التعليم داخل البلاد، قرر مواصلة دراسته خارجها حيث ذهب إلى مصر ليتابع تعليمه العالي في الأزهر الشريف. هناك، تأثر بشخصيات مهمة أخرى مثل جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده ما عزز أفكاره السياسية والإصلاحية.
بعد عودته إلى الجزائر، بدأ نشاطه السياسي والدعوي ضد الاستعمار الفرنسي. شارك مع أحمد رضا خالدي ومسعود الزراعي وغيرهما في تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين عام 1931 والتي هدفت إلى تحقيق الوحدة بين مختلف الطوائف الإسلامية وتحرير البلاد من الاحتلال الأوروبي. هذه الجمعية، بقيادة البشير الإبراهيمي، لعبت دوراً رئيسياً في الحركة الوطنية والثورة الجزائرية.
بالإضافة إلى عمله السياسي، كان للإبراهيمي إسهامات كبيرة في المجال الثقافي والفكري. ترجم العديد من الأعمال التاريخية والحضارية وألف كتباً عديدة منها "تاريخ الخلفاء الراشدين" و"العظمة والتواضع". كما ساهم كثيراً في حماية اللغة العربية وحضورها في الحياة اليومية للمسلمين الجزائريين خلال فترة الحكم الاستعماري.
توفي العالم والمجاهد الشهيد البشير الإبراهيمي عام 1965 لكن تراثه ظل حيّاً عبر مساهماته المتعددة والتي تركت بصمة واضحة في تاريخ الجزائر الحديث والمعاصر.