كان أبو أحمد عبد الله المستعصم بالله بن المستنصر آخر خليفة عباسي، حيث تولى الخلافة في جمادى الآخرة من سنة ستمئة وأربعين للهجرة. اشتهر المستعصم بالله بحبه للخير، وعفة لسانه، وإتقانه لتلاوة القرآن الكريم وتجويده. ومع ذلك، فإن فترة حكمه شهدت تدهوراً كبيراً في الدولة العباسية بسبب سياسات وزيره مؤيد الدين محمد بن العلقمي، الذي كان ناقماً على الدولة العباسية.
انتهت الخلافة العباسية بمقتله على يد هولاكو خان في سنة ستمئة وستة وخمسين للهجرة، مما أدى إلى نهاية حقبة تاريخية مهمة في تاريخ الإسلام. وكان سقوط بغداد على أيدي التتار بمثابة مأساة تاريخية، حيث لعب الوزير ابن العلقمي، وهو رافضي، دوراً رئيسياً في سقوط المدينة. فقد عمل على تقليص عدد أفراد الجيش، مما أدى إلى ضعف الدفاعات، كما عمل على تطميع هولاكو بغزو بغداد. خلال وجود هولاكو في بغداد، كان ابن العلقمي الرسول بينه وبين المستعصم بالله، وأشار عليه بقتل الخليفة.
وعند الصلح، خرج الخليفة لإتمامه مع سبعمئة راكب، لكنه أُحضر إلى هولاكو وقتل مع ابنيه الكبير والأوسط. كما اعتقل ابن الأصغر مع أخواته وألف بنتاً من بنات العباس. وبذلك انتهت الخلافة العباسية، التي استمرت لمدة خمسمائة وأربع وعشرين سنة، تاركة فراغاً سياسياً كبيراً في العالم الإسلامي.