تعد "سورة المزمل"، وهي أول سور القرآن الكريم تنزل حسب الترتيب النزولي, تحمل أهمية كبيرة لدى المسلمين لما تحتويه من توجيهات ومعاني تعتبر أساسية في العقيدة الإسلامية. ولكن ما سبب اختيار هذا الاسم لهذه السورة؟ يرتبط تسمية هذه السورة ارتباطاً وثيقاً بمحتواها ورسالته الخاصة.
اسم "المزمل" مشتق من الجملة الأولى التي تبدأ فيها السورة ("يا أيها المزمل"). يشير مصطلح "المزمل" إلى الشخص الذي يستر نفسه بالثياب الثقيلة أثناء الليل للراحة والاسترخاء. وفقا للتقاليد الإسلامية التقليدية, فإن الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- كان معروفاً بتغطيته لنفسه عند النوم باستخدام قطعة قماش ثقيلة بسبب القسوة الشديدة لبيئة مكة المكرمة الصحراوية.
إلا أن الهدف الرئيسي للسورة ليس فقط وصف حالة النبي صلى الله عليه وسلم قبل الوحي, ولكنه أيضا دعوة للإقبال على الصلاة والتعبّد خلال ساعات الصباح الباكر. إنها تعكس التحول الكبير في حياة النبي بعد تلقي الوحي وتوجيهه نحو الدعوة إلى عبادة الله الواحد الأحد. وبالتالي، يمكن اعتبار اسم "المزمل" انعكاساً لهذه الفترة الانتقالية الحساسة والنقطة المحورية في تاريخ الدين الإسلامي.
في نهاية المطاف، توضح تسمية "المزمل" العلاقة بين الظروف الشخصية للنبي وخلق الشعائر الدينية الجديدة التي شكلت جوهر رسالة الإسلام للعالم.