كانت السيدة خديجة بنت خويلد زوجة النبي محمد صلى الله عليه وسلم الأولى، وقد اشتهرت بتجسدها لمجموعة فريدة من الصفات التي جعلتها نموذجاً للأخلاق الإسلامية الحقيقية. كانت معروفة بكرمها وجودها وحسن خلقها قبل الإسلام وبعده. حتى عندما فقدت ثروتها بعد الاضطهاد المبكر للإسلام، ظلت وفية لنبيها ولإخوانه المسلمين وأبنائها بالروح. هذا التصميم غير العادي والتزامها القوي بالإيمان جعلا منها رمزًا ملهمًا للمرأة المسلمة.
ولدت خديجة في مكة المكرمة لعائلة غنية وتزوجت لأول مرة من عتيق بن أبي عائذ. ومع ذلك، توفي في رحلة للتجارة إلى الشام ولم يكن لديها أطفال منه. لاحقًا، اختارت الزواج من رسول الله صلى الله عليه وسلم بناءً على توصيات عدة أشخاص موثوق بهم، بما في ذلك ابنة عمته ورئيسة عبد الله بن عمرو بن هشام الذي كان قد عمل مع الرسول في التجارة سابقًا.
كان زواجهما أساسًا للاستقرار الاقتصادي والدعم العاطفي للنبي خلال فترة الدعوة المحلية الأولى للدين الجديد. وكانت سيدة أعمال ناجحة وشريكة مخلصة، حيث دعمت دعوة زوجها ووفرت له الأمان المالي اللازم لتركيز طاقاته بشكل كامل على نشر رسالة السلام والعدالة الجديدة.
بالإضافة لذلك، فإن ارتباطاتها التجارية سمحت لها بأن تكون خير داعمة لإخوانه الصحابة الجدد الذين كانوا بحاجة للدعم المباشر والمعنوي أثناء الهجرة إلى الحبشة وهجرتهم الثانية إلى المدينة المنورة. كما قامت برعاية العديد من الأطفال والأيتام والأرامل مما يعكس روح الرحمة والكرم التي تتمتع بها.
بعد وفاة النبي الكريم، ظلّت السيدة خديجة الأم الرؤوم للصحابة جميعا بل أنها استمرت بمواصلة دورها كرمز للحكمة والخير داخل المجتمع حتى وفاتها عام 11 هـ/632م. إنها حقا مثال يحتذى به لكل النساء في كل زمان ومكان.