بينما يرقد النبي محمد صلى الله عليه وسلم تحت وطأة حمى شديدة، وكانت سكرات الموت قد بدأت تميل نحو نهايته المباركة، انضم إلى جانب فراشه عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، محمولاً معه بسواك. وعلى الرغم من حالة مرضه الخطيرة، فقد أبقى رسول الله يديه طاهرتين وتمسّك بممارسة شعائر الطهارة. هنا، أظهرت عائشة بنت أبي بكر عليها السلام تفانيها وتعلقها العميق بالنبي الكريم عندما قامت بلطف بتحضير السواك لاستخدامه. ورغم الخطر الذي كان يلوح في الأفق، ظلت عزائم المصطفى قوية وكلماته مليئة بالإيمان والتفاؤل. وقال بإخلاص: "لا إله إلا الله.. إن للموت لسكرات". ثم ارتفعت نظراته المشرقة باتجاه أعلى الجنة قائلاً: "اللهم الرفيق الأعلى..."
هذه هي القصة الثابتة والمعروفة احتضارا للنبي والتي تؤكد بطولة إيمانه وعظمته حتى لحظة رحيله. ومع ذلك، فإن القصص المتداولة حول مقابلة مباشرة مع ملك الموت قبل وفاته تعود بالفعل إلى روايات غير موثوق بها ومحفوفة بالأكاذيب وفقًا لما أكده علماء الحديث القدامى مثل الإمام ابن كثير وغيرهم ممن انتبهوا إلى وجود تناقضات واضحة فيها. لذلك، ليس هناك دليل تاريخي صحيح يدعم مزاعم تلك المقابلات الخاصة بين النبي وملكه المغوار أثناء مغادرته الدنيا مهما بلغ تأثرنا بروعة الفكرة نفسها!
إن دور الملك الأعظم الكبير يكمن أساسا في تنفيذ أمر الله تعالى بحرث الأرض البشرية واستقبال النفوس عند مفارقتها أجسامها حرثًا كما ورد بصراحة في آيات قرآنية كريمة تشير ضمنيًا لقوة هذا المنظر المهيبة " قل إنه يأتي عليكم ملك الموت الذي وكل بكلكم ." بعد القيام بعملية الانتزاع الدقيق لهذه الروابط بين الذات والجسد، تسلم الملك الواحد رسالة المرء بكل احترام ودقة لأحد ثلاثة أماكن مختلفة: لدى الملائكة الذين يقصدون مساعدة الإنسانية بشكل خاص خلال مرحلة الحياة الآخرة إذا كانت حياتهم دنيا ممتدة بخدمتهم لعبادة رب البرية ، بينما توجه الآخرون جهودهم تجاه عالم العقوبة والعقاب بناء علي اجتهاداتها الغفل فيما مضى . ومن ثم يتم جمع جميع التقارير النهائية النهائية لتقديم تقرير شامل ختامي أمام مدبر الأكوان سبحانه وتعالي بما فيه حكم خطاب نهائي بشأن مصير كل نفس حسب أعمال أعمالها الشخصية المستقبلية مدى صلاحيتها للحياة الجديدة وسط جو سماوي متفرد حقبة جديدة للعمل والحساب ولكن بحسب جدول زمني مختلف تمام الاختلاف فهو أحكم الحاكمين وأسرع بالحساب حساب حسن جزائه وسوء فعاله بلا شك تقديرا وحكمة وحياء وإتقانا للأعمال الصغيرة والكبيرة اذ انه اللطيف الخبير بالقليل والكثير مجازا مازالا موجودتان الى الان رغم مرور القرون متاحة للاستخدام والاستشهاد للاسترشاد والسيرعلى نهجه لمن يشاء منهم رضا ربه والفوز بجواره