ذكر أهل السيرة أن أول من آمن من الرجال هو أبو بكر الصديق، وأول من آمن من النساء هي زوجته خديجة، وأول من آمن من الموالي زيد بن حارثة، وأول من آمن من الصبيان هو علي بن أبي طالب. وعندما أسلم أبو بكر، تحمّل همّ الدعوة مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث كان رجلاً محبوباً وسهلاً، وكان تاجراً ذا خلقٍ، فكان يدعو إلى الإسلام من وثق بهم، ويجلس معهم. فأسلم على يديه الزبير بن العوام، وعثمان بن عفان، وطلحة بن عبيد الله، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهم.
ذهب هؤلاء إلى النبي ومعهم أبو بكر، فعرض عليهم الإسلام وقرأ عليهم القرآن، فأسلموا جميعاً. وكانوا هم الذين سبقوا إلى الإسلام، فصدّقوا النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وروى مجاهد أن أول من أظهر إسلامه من الصحابة هم: النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وبلال، وخباب، وصهيب، وعمار، وسمية أم عمار.
أما أول عشرة دخلوا الإسلام فهم: خديجة بنت خويلد، وأبو بكر، وعثمان، وعلي، وزيد بن حارثة، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وعتبة بن غزوان.
للصحابة الفضل الكبير في السبق إلى الإسلام، ولذلك كانت لهم عدّة حقوق على الأمة. ومن هذه الحقوق: الاعتراف بفضلهم وفضائلهم، ومحبتهم بالقلب، والثناء عليهم باللسان، والاقتداء بهم. كما يجب الاعتقاد بخلافتهم بعد النبي في الدعوة والعلم وجهادهم لأعداء الدين. يجب أيضاً الدعاء والاستغفار لهم والترحّم عليهم. والحذر من شتمهم أو الانتقاص من مكانتهم وقيمتهم، لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن سبّ الصحابة.
للإسلام الكثير من الفضائل والميزات. فهو سبباً لعصمة الدم وحُرمة الاعتداء عليه. كما أنه دين يسر وسماحة، ليس موصوفاً بالشدّة أو القسوة. صفاء الدين ونقاؤه هو ما يميز الإسلام عن غيره من الأديان. بالإضافة إلى ذلك، شموليته تجعله ديناً شاملاً لكل جوانب الحياة، من حيث الضروريات والاحتياجات والكماليات الدينية والدنيوية.