في الإسلام، تعتبر صلاة الشخص صحيحة بغض النظر عن وجود زوائد أو نقائص أثناء أدائها. ومع ذلك، تُعتبر هذه الزوائد والنقصانات مخالفات لصلاة الفرد وقد تتطلب إجراء معين يسمى "سجود السهو". يسعى هذا المقال لاستكشاف موقف الفقهاء حول ضرورة قراءة التشهد بعد سجود السهو، بناءً على الآراء المختلفة ضمن المدارس الفقهية.
وفقاً لأشهر مذاهب أهل العلم، بما فيها الشافعية والحنابلة والمالكية، بالإضافة إلى الشيخ ابن تيمية رحمه الله، ليس هناك حاجة لقراءة التشهد عقب سجود السهو. وذلك عندما يتم القيام بهذا السجود بعد الانتهاء من صلاة المرء واستلامه لها. وهذا يعني أنه لن يحتاج المصلي لتشهد مرة أخرى تحت ظروف كهذه، وهي وجهة نظر متناقضة مع آراء بعض علماء آخرين الذين يؤكدون على أهميتها. ورغم الاختلاف الأكاديمي بين هؤلاء العلماء إلا أن عدم إلزامية التشهد تعد هي الأقرب للحقيقة المنطقية والصحيحة شرعياً. أما إن حدث وأدى المسلم سجوده سابقاً قبل انتهاء الصلاة تماماً - شأن نقصان جزء منها مثلاً – هنا لا يشجع القانون الديني المواظبة عليه أيضاً.
"سجود السهو"، كما يوحي الاسم، هو نوع من أنواع العبادات التي تؤدي غرض تدارك نواقص قد تواجه الانسان اثناء ادائه لعبادته اليوميه مثل التفريط بركنٍ أساسٍ في الطقوس, سواء بشكل زيادة غير مطلوبه ام بالتقليل منه مما يعد خطئا. تختلف المذاهب بشأن مشروعيتها وتوجبيتها لكن يبقى الاتفاق عموما عليها انها سنّةٌ مستحبّة حسب معظم التعاليم الروحية. هدفه الرئيسي اعادة التصحيح والتساوي لما تبدد او تعرض للإخلال خلال اتمام الشعائر الدينية. بالنسبة لكيفية تنفيذها، فهي بسيطة جدا; تبدأ بكبرى واحدة ومن ثَمَّ الجثوم علي الأرض والتوجه نحو جهة القبلة مرتكزا اليدين والركبتين والجبهة للأرض، يليها تكبير آخر وانتهاؤها بتقديس آخر ايضا ولكنه بدون جلوس لأن الأخير مرتبط فقط بالتشهيد والذي سبق بيانه انه ليس بحاجة إليه اذا تم تقديم سجود الخطإ قبله مباشرة . وبالتالي ستكون كيفية تأديته بإجراء كبريتين ثم الوقوف مجدداً وإكمال ما تبقي من الصلاة بصوت واضح وصحيح وكامل دون أي تقصير اضافي .
وفي حالات الغفلة والإشتباه فقد ينتاب المرء اللبس حول توقيت السجود المناسب إذ يمكن له إضافتها اما بعد التسليم نهائي تأكيدا للاعتراف بحالة الزائد فعليه ,أو حتى ابقاؤهما داخل حدود وقت العمل الروتيني نفسه كتوكيل ضد زلات محتملة بالإفتقار لاحد جوانب العملية المقدسة . ولكن مهما اختارت القرار وحافظت عليه ، فان تسجيل ذاكرتك لهذه اللحظة مهم للغاية لأنه يستطيع إعادة ترتيب الأمور داخلك والاستمرار برابط وثيق أكثر وصلوبا تجاه العلاقة المتينة مع الخالق عز وجل عبر طريق القربة وطريق التقوى . وعند نسيان الامر كلية فلست مدينا بشيء وان عملت بالسداد لاحقا فهو الأفضل طبقا لرؤية المجتمع العقائدي العام دينيا .