الإسراء والمعراج هما معجزة عظيمة من معجزات النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث أكرمه الله بهذه الرحلة الميمونة التي جمعت بين الإسراء الأرضي من مكة المكرمة إلى بيت المقدس، والمعراج السماوي الذي صعد به النبي من بيت المقدس إلى السماوات العلى. هذه الرحلة كانت بمثابة مواساة للنبي صلى الله عليه وسلم في ظل الظروف الصعبة التي مر بها، كما أنها كانت بمثابة إثبات لقوة إيمانه ورسالته.
الإسراء، وفقاً لما ورد في القرآن الكريم، هو رحلة أرضية من المسجد الحرام في مكة إلى المسجد الأقصى في القدس. يقول الله تعالى: "سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير" (الإسراء: 1). أما المعراج فهو الرحلة السماوية التي صعد فيها النبي من بيت المقدس إلى السماوات العلى، حيث التقى بالأنبياء عليهم السلام في كل سماء.
في رحلة الإسراء والمعراج، رأى النبي صلى الله عليه وسلم العديد من الأنبياء عليهم السلام، بدءاً من آدم في السماء الدنيا، ثم عيسى ويحيى في السماء الثانية، ويوسف في الثالثة، وإدريس وهارون وموسى وإبراهيم في السماوات اللاحقة. هذه اللقاءات كانت بمثابة تعزيز لإيمان النبي صلى الله عليه وسلم ورسالته.
عند عودة النبي صلى الله عليه وسلم من رحلته، واجه تكذيباً شديداً من المشركين الذين استغلوا الفرصة لتحريض الناس عليه. ومع ذلك، أثبت أبو بكر الصديق إيمانه بالنبي صلى الله عليه وسلم عندما قال: "والله لئن كان قاله فقد صدق"، مما أكسب أبو بكر لقب "الصديق".
هذه الرحلة الإيمانية والعبرية كانت بمثابة تجديد للإيمان وتأكيد على رسالة النبي صلى الله عليه وسلم. إنها تذكرنا بقوة الإيمان والتوكل على الله في مواجهة الشدائد، كما أنها تبرز مكانة النبي صلى الله عليه وسلم كرسول الله المختار.