يُعرف البرج المعروف باسم "برج الساعة" بموقعه الاستراتيجي في مدينة مكة المكرمة، وهو ليس مجرد معلم حضاري بارز فحسب، بل رمز لروعة العمارة الإسلامية الحديثة. يقع هذا الصرح المهيب في قلب منطقة العزيزية، بالقرب من المسجد الحرام، ويعد أحد أهم معالم المملكة العربية السعودية التي تجسد الجمال والتطور.

تم افتتاح برج الساعة لأول مرة في عام 2012، وسرعان ما أصبح واحداً من أكثر المباني شهرةً في العالم بسبب ارتفاعه الشاهق الذي بلغ حوالي 601 متراً عند اكتمال بنائه، مما جعله حينها أعلى مبنى وأطول برج في العالم حتى تم تفوقه لاحقاً ببعض العقارات الأخرى. إلا أنه يبقى ملكياً إذ يحتوي داخل قبابه الستّة على ثالث أكبر مصلى في الإسلام بعد الروضة والمصطفى (النبي محمد صلى الله عليه وسلم).

يتكون مجمع برج الساعة من أربعة أبراج رئيسية تحيط بفندق فاخر يسمى راديسون بلو تحت مظلة واحدة ضخمة. كل برج مزود بساعة عملاقة تعرض الوقت بشكل واضح لكل زائر ومصلٍّ يمر عبر المنطقة. هذه الساعات ليست فقط أدوات زمنية؛ فهي أيضاً أعمال فنية مذهلة تُظهر حرفية العمل اليدوي والدقة الهندسية المرتبطتين بالإسلام منذ القدم.

بالإضافة إلى دورها الديني والحضري البارز، تعدّ ساعات برج مكة علامات فارقة وتاريخية تعكس مكانة المدينة المقدسة لدى المسلمين حول العالم. فالاسم الرسمي لها هو "ساعة مكة"، وهي جزء أساسي من منظومة خدمات تقديم معلومات موثوق بها للمسافرين والمعتمرين وغيرهم ممن يبحثون عن اتجاهات دقيقة أثناء رحلاتهم للحج والعمرة. وبذلك نرى كيف جمعت بين الوظيفة العملية والفائدة الجمالية بطريقة رائعة ومتكاملة.