اتفق جمهور العلماء على أن الأضحية من أفضل العبادات وأجلها، وهي تقرب إلى الله تعالى بإراقة الدماء، كما قرنها الله تعالى مع الصلاة في آيات من القرآن الكريم. وبالنسبة لترتيب الأضاحي في الفضل، فقد اختلف العلماء في ذلك على قولين رئيسيين:
القول الأول: يرى جمهور العلماء، ومنهم الشافعية والحنابلة والظاهرية وبعض المالكية، أن الأفضل في الأضحية هو الإبل ثم البقر ثم الغنم. ويستند هذا القول إلى حديث أبي هريرة ﷺ حيث قال: "من راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشاً..." (متفق عليه). كما أن الإبل أكثر ثمناً ولحماً وأنفع، مما يجعلها أفضل.
القول الثاني: يرى أبو حنيفة والشافعي أن الأفضل في الأضحية هو البقرة ثم الإبل ثم الشاة، ثم شرك في بقرة. ويستند هذا القول إلى أن البقرة أكثر لحماً وأطيب، كما أن الإبل أكثر ثمناً.
ومن الجدير بالذكر أن الأضحية لا تجزئ إلا من بهيمة الأنعام، وهي الإبل والبقر والغنم، وذلك لقوله تعالى: "ولكل أمة جعلنا منسكًا لِيَذْكُرُوا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام" (الحج: 34). ولم تنقل الأضحية عن رسول الله ﷺ بغير بهيمة الأنعام.
وفيما يتعلق بصفات الأضحية المثالية، فقد اتفق العلماء على أن الأفضل هو الأسمن، الأكثر لحماً، الأكمل خِلقة، الأحسن منظراً. وقد وردت أحاديث نبوية تشير إلى بعض الصفات المفضلة للأضحية، مثل الكبشين الأقربين (كان النبي ﷺ يضحى بكبشين أقربين)، والأملحين (الأملح الذي بياضه أكثر من سواده)، والخصيين (يجوز الأضحية بالخصي؛ لأنه ثبت عن النبي ﷺ أنه ضحى بكبشين خصيين)، والسمينين (سمينين)، والفحيلين (الكبش الفحيل هو القوي في الخلقة).
وفيما يتعلق بالدعاء عند ذبح الأضحية، فقد روى مسلم أن النبي ﷺ قال عند ذبح ضحيته: "باسم الله اللهم تقبل من محمد وآل محمد". كما روى أبو داود بسند صحيح أنه قال: "باسم الله والله أكبر". ويستحب للمضحي أن يقول عند الذبح: "اللهم تقبل مني ومن أهلي"، أو يذكر اسمه فتقول: "اللهم تقبل من فلان وآل فلان".
وبذلك نرى أن ترتيب الأضاحي في الفضل عند جمهور العلماء يعتمد على عدة عوامل، منها الثمن واللحم والمنفعة، بالإضافة إلى الصفات المفضلة للأضحية نفسها.