في هذه الليلة الفاضلة من شهر رمضان المبارك، وهي ليلة القدر, يستوجب على النساء الحوامل الدعاء والاستشفاء بإذن الله عز وجل. بينما ليس هناك دعاء خاص مستمد من السنة النبوية مباشرة لهم، إلا أنه يمكنهن استخدام مجموعة متنوعة من الادعية التي تعبر عن آمالهن وأمانيهن.
"ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً". هذا الدعاء يشمل الأزواج والأطفال، مما يعكس الرغبة المشتركة لكل أم بأن تكون أسرتها مصدر الفرح والسعادة وأن تكون مثلاً يحتذي به للآخرين في التقوى والإيمان.
الدعاء الثاني يدور حول الاستقرار والصحة الجسدية والنفسية:"اللهم إنني أودع عندك ما في بطني وكل شيطان هائم وكل عين لامعة. اللهم احفظه بحفظك، ارعاه برعايتك، اللهم أكمل لي حمله بخير." هنا، تطلب الأم الحماية الإلهية لطفلها قبل الولادة وبعدها، متوكلة على قوة الرب القديرة لحماية طفلها من الأذى والعين والحسد وغيرها من الشرور.
أما بالنسبة للدعاء الخاص بالجنين نفسه خلال فترة الحمل وفي ليلة القدر تحديداً: "اللهم يا مجيب الدعاء، يا رحمن يا رحيم، اجعل طفلي مسلماً حافظاً للقرآن عاملًا به ومتبعاً لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم". هذا التعريف بالحياة الجديدة كمؤمن صادق وملتزم بالقراءة والتطبيق العملي للقرآن الكريم هو طلب عميق لأم تنشد المستقبل الواعد لطفلها.
وتضيف بعض الأدعية الأخرى مثل:"اللهم انبته نبته حسنة واصنعه على عينيك وسخره للصالحين من عبيدك"، وهذا يعني أنها تتوجه نحو التربية الروحية والدعم الاجتماعي الطيب لابنها منذ اللحظة الأولى.
كما تضم قائمة الأدعية ما يلي: "اللهم اجعله عابدًا مطيعًا لك، مقيمًا للصلاة، جعلًا له ذكرًا مستمرًا لك تقديرا لنعمك الغزيرة التي لا تعد ولا تحصى". يتمثل هنا الهدف الكبير لأم ترغب في بناء مجتمع صالح مليء بالإيمان والشكر لله تعالى.
وفي النهاية، تجتمع جميع الأدعية في طلب واحد بسيط ولكنه عميق التأثير:"اللهم احفظه من الشياطين البشرية والجنية، اللهم ازل عنه كل سوء واحفظه من اي اذى." إنها الرغبة الجامحة لكل أم لرؤية طفلها ينمو بدون أي تأثير سلبي خارج نطاق سيطرتها.
وبالتالي، فإن ادعائاتها ليست مجرد عبارات كلامية فقط بل هي عاكسة للعاطفة العميقة والقوة الداخلية للأم كمحاربة ضد الصعوبات الطبيعية المرتبطة بالحمل والولادة. فهي تنظر إلى ليلة القدر كفرصة ذهبية للاستشفاء الروحي وتجديد الثقة في حكم الله الرحيم.