فيما يتعلق بحكم البسملة في وسط السورة، هناك اختلاف بين العلماء. وفقًا لبعض المذاهب، يُخيّر القارئ بين الإتيان بالبسملة وعدم الإتيان بها، خاصة عند القراءة بطريق الشاطبية. ومع ذلك، هناك من يرى أن البسملة ليست مستحبة في وسط السورة، مستندين إلى الآية الكريمة "فَإِذَا قَرَأتَ القُرآنَ فَاستَعِذ بِاللَّـهِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ" (النحل: 98)، والتي تقتصر على الأمر بالاستعاذة دون البسملة.
وعلى الرغم من ذلك، هناك أوجه مختلفة للتعامل مع البسملة عند الانتقال بين أواسط السور. عند الانتهاء من سورة والبدء بسورة أخرى، يمكن للقارئ اتباع ثلاثة أوجه:
- قطع الجميع: الوقف على آخر السورة الأولى، ثم الوقف على البسملة، ثم البدء بالسورة التالية.
- وصل الجميع: وصل آخر السورة الأولى مع البسملة مع أول السورة الثانية، دون الوقوف على أي موضع.
- الوقوف على آخر السورة الأولى، ووصل البسملة بأول السورة الثانية.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الأوجه تجوز بين أي سورتين، سواء كانتا مرتبات أم لا. ومع ذلك، لا يجوز وصل آخر السورة الأولى مع البسملة، لأن البسملة شرعت في أوائل السور لا بأواخرها.
وفي الختام، فإن حكم البسملة في وسط السورة يعتمد على المذهب الفقهي الذي يتبعه القارئ، ولكن بشكل عام، يُخيّر القارئ بين الإتيان بالبسملة وعدم الإتيان بها، مع مراعاة الأحكام المتعلقة بالاستعاذة والبسملة عند الانتقال بين أواسط السور.