اسم الله "البارئ"، وهو أحد أسمائه الجميلة والمعبرة في اللغة العربية، يُشير إلى مفهوم الإبداع والخلق المطلق لله عز وجل. هذا الاسم يبرز القدرة الفريدة التي يتمتع بها الرب سبحانه وتعالى في خلق الكون بكل ما فيه من دقة ومعجزات. فهو "بارئ" الأشياء جميعها - الإنسان والنبات والحيوان والكواكب والمجرات والأجرام الفلكية وغيرها مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
في القرآن الكريم، يُكرر استخدام هذا الاسم أكثر من مرة لتأكيد هذه القوة الإلهية العظيمة. يقول تعالى في سورة الأنعام الآية ١٣٦: "اللهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ". وفي آية أخرى في سورة الفرقان الآية٥٤:" هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ".
إن معنى "البارئ" يشمل ليس فقط عملية الخلق الأولى ولكن أيضاً المعنى الأعمق للإبقاء والتدبير والحفاظ على كل جزء من خلق الله بشكل مستمر ودقيق. كما أنه يدل على قدرة الله غير المقيدة والقادر على إعادة الحياة بعد الموت، فهو "المبدع" لكل وجود جديد.
وبالتالي، فإن التفكير في اسم الله "البارئ" يعزز الإيمان بالقدرة المطلقة للخالق وبجمال وتنوع خلقه، ويعلمنا أهمية الاعتراف بهذا الجانب الرائع من ذات الله وتقديسه.