الحمد لله الذي هدانا للإسلام، وهدانا للحق والصواب. إن التيمم هو أحد أركان الطهارة في الإسلام، وهو بديل عن الوضوء أو الغسل عند عدم وجود الماء أو تعذر استعماله. وفي هذا المقال، سنستعرض شروط التيمم عند الشافعية، مستندين إلى النصوص الشرعية والآراء الفقهية.
شروط صحة التيمم عند الشافعية هي كما يلي:
- نية الطهارة: يجب أن ينوي المسلم الطهارة من الحدث الأصغر أو الأكبر عند التيمم. النية هي عقد القلب على إيجاد الفعل جزماً، ووقتها هو عند ضرب اليد على ما يتيمم به أو عند مسح الأعضاء بتراب أصابها.
- وجود عذر مبيح للتيمم: يجب أن يكون هناك عذر مبيح للتيمم، مثل بعد المسافة عن الماء أو المرض الذي يمنع من استعمال الماء.
- طلب الماء: يجب على من تيمم لعذر عدم الماء أن يطلب الماء في الرحل والرفقة، وإن رأى خضرة أو شيئاً يدل على الماء قصده، وإن كان بقرب ربوة أو شيء مرتفع أتاه وطلب عنده.
- تعذر استعمال الماء: يجب أن يكون تعذر استعمال الماء بسبب مرض يخاف معه من استعمال الماء تلف النفس أو عضو أو حدوث مرض يخاف منه تلف النفس أو عضو، أو فوات منفعة عضو من أعضائه، أو يخاف تأخر البرء، أو زيادة المرض.
- دخول وقت الصلاة: يجب أن يكون وقت الصلاة قد دخل، فإذا كانت الصلاة مكتوبة مؤداة لم يجز التيمم قبل دخول وقتها، وإن كانت نافلة لم يجز التيمم لها في وقت نهي عن فعلها فيه، لأنه ليس بوقت لها، وإن كانت فائتة جاز التيمم لها في كل وقت، لأن فعلها جائز في كل وقت.
- عدم وجود الماء: يجب أن يكون عدم وجود الماء حقيقياً، فلا يصح التيمم مع وجود الماء ولو كان بعيداً أو صعباً الوصول إليه.
- عدم وجود ما يمنع من استعمال الماء: يجب أن لا يكون هناك ما يمنع من استعمال الماء، مثل وجود ماء نجس أو ماء ملوث لا يمكن تطهيره.
- عدم وجود ما يمنع من التيمم: يجب أن لا يكون هناك ما يمنع من التيمم، مثل وجود تراب نجس أو تراب ملوث لا يمكن تطهيره.
في الختام، نذكر أن التيمم هو طهارة شرعية بديلة عن الوضوء أو الغسل عند عدم وجود الماء أو تعذر استعماله، وشروطه واضحة ومحددة في المذاهب الفقهية المختلفة، بما فيها المذهب الشافعي. نسأل الله أن يوفقنا جميعاً للعمل بما شرعه لنا في كتابه العزيز وسنة نبيه الكريم.