كان عبد الله بن عباس رضي الله عنه أحد أشهر الصحابة وأكثرهم معرفة بالدين الإسلامي بعد النبي محمد صلى الله عليه وسلم مباشرة. وقد لقب بحبر الأمة بسبب عمق فهمه وتفسيره للقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. لقد كان يتمتع بذكاء استثنائي وشغف كبير بدراسة الدين منذ صغره.
ولد ابن عباس عام 616 ميلادي تقريبًا، وهو ابن عمه للنبي محمد صلى الله عليه وسلم. بدأ دراسته مع رسول الله وهو مازال طفلاً صغير السن، مما ساعده على اكتساب معرفة واسعة ومباشرة بالنصوص القرآنية والنبوية. كما أنه تعلم اللغة العربية بطلاقة أثناء فترة وجوده بالقرب من الرسول، مما جعله قادرًا على نقل معاني الآيات بشكل صحيح ودقيق.
اشتهر ابن عباس بفطنته الاستثنائية وفهمه العميق للدين. فهو أول من وضع قواعد علم التفسير، حيث جمع بين الأدلة الشرعية والأمثلة العملية لتوضيح معاني القرآن الكريم. بالإضافة إلى ذلك، فقد ألف العديد من المؤلفات التي تعكس ثروته المعرفية، منها "تفسير ابن عباس"، والذي يحتوي على تفسيرات مفصلة لأجزاء مختلفة من القرآن الكريم.
كما يُعتبر ابن عباس رائدًا في تفسير الحديث النبوي، حيث قام بتجميع مجموعة كبيرة من أحاديث النبي والتي ترجمها لاحقا العديد من العلماء والمعلمين المسلمين الآخرين. هذا العمل له تأثير عميق في تشكيل الفقه الإسلامي والعلم الديني في العالم الإسلامي حتى اليوم.
في الختام، فإن لقبه كـ "حبر الأمة" ليس مجرد تكريم لما حققه من إنجازات أكاديمية فقط؛ وإنما أيضًا تقدير لشخصيته العامة وسعيه الحثيث لنشر العلم والدين الصحيح بين الناس. إن مساهماته أثرت بشكل غير مباشر في حياة كل مسلم يبحث عن الحقيقة والإرشاد في النصوص المقدسة للإسلام.