نبذة شاملة عن كتاب سنن النسائي: المرجعية العلمية والثورية في علم الحديث

كتاب "سنن النسائي"، المعروف أيضاً باسم "المجتبى"، يعد أحد أهم المؤلفات في تاريخ الإسلام وعلم الحديث الشريف. هذا العمل الضخم والذي يعكس عمق معرفة مؤلفه

كتاب "سنن النسائي"، المعروف أيضاً باسم "المجتبى"، يعد أحد أهم المؤلفات في تاريخ الإسلام وعلم الحديث الشريف. هذا العمل الضخم والذي يعكس عمق معرفة مؤلفه وتدقيقه، يأتي كتعبير حي عن جهود الإمام أحمد بن شعيب النسائي، متوجاً مسيرته الطويلة كمحدِّث بارع ومعول على علوم الحديث والفقه.

نشأة الإمام النسائي:

هو أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، ولد ونشأ في بلدة صغيرة تُدعى نساء الواقعة في منطقة خراسان. اشتهر بسعة حفظه ودقته في تتبع آراء الرواة وشيوخ الحديث، حتى وصفه الذهبي بأنه الأكثر حفظاً بعد الثلاثمئة عام الأولى للهجرة. تصنيفاته العديدة والتي تعددت بين المصنفات والمختارات قد شكلت معلماً فارقاً في أدب الحديث والتاريخ الإسلامي.

كتاب "سنن النسائي":

يشمل اسم "سنن النسائي" مجموعتين هما: السنن الصغيرة والكبرى، إلا أن الجزء الثاني لم يتم إكماله قبل وفاته. السنن الصغرى والمعروفة أيضا بالمجتبى، هي عمل مستخلص ومختصر لسنن كبيرة، يشكل أساس هذه السنة. ويتكون الكتاب من 58 بابا، مرتبة بدقة حسب الموضوعات والقضايا القانونية المتنوعة المتصلة بها. تتمثل أصالة هذا النص في مجموعة من الجوانب الفنية والحصرية التي تميزته عن غيره من الأعمال المنظرة لحكم المسائل الشرعية والأحاديث النبوية.

سمات فريدة لـ "سنن النسائي":

  • الدقة والانتقاء: حافظ النسائي بشكل خاص على أعلى مستوى ممكن من الجودة فيما يتعلق بالأحاديث المستخدمة في الكتاب. كما رفض تضمين العديد من الآراء حول ضعف الأدلة كما فعل أسلافه مثل أبي داود والترمذي مما جعل مجمعه أقرب إلى اليقينية والصحة بالنسبة للأحاديث.
  • التنظيم والإعداد: قسم الإمام النسائي الكتاب بحكمة وحذر إلى أبواب مختلفة ولكل الباب عنوان واضح مميز. وهذا تنظيم ليس فقط وظيفي ولكن أيضًا جمالي للغاية يساهم كثيرًا في سهولة الوصول إلى المعلومة المرغوبة داخل صفحات العمل الشاسعة.
  • إدارة سلسلة رواية الأحاديث: خصص موقع ثابت ضمن نصوص كل حديث لتوضيح سند القصة وكافة حلقاتها الوصلية بطريقة منظمة ومباشرة وغير مفتوحة للتفسير الشخصي للقارئ الغير خبير.
  • الحفاظ على الحيادية: اختار النسائي عدم التدخل بتعديلات نقديه شخصية سواء بإضافة التعليق الخاص عليه أو تقديم تقييماته الخاصة بكل راوي بما فيه صالحه وخلافه بسبب ارتفاع درجة اطمئنانِه إلى صدقية أغلبية الرجال الذين تولوا نقل تلك المواقف وسجلّوها عبر عدّة قرون منذ عصر النبي صلى الله عليه وسلم وحتى يومه.

شروحات وتعليقات لاحقة:

بعد مرور وقت طويل وبعد ظهور تيارات جديدة للعلم الشرعي والعناية بالقراءات التقليدية المختلفة، زادت أهمية سنن النسائي وزادت معه حاجة المجتمع إلى فهوم ثاقبة لفلسفته الخاصة وطرق بحثِه العملية للحصول على الاستنتاج النهائية المناسبة. لذلك ظهرت العديد من التفسيرات والشروح المبكرة والمتأخرة لهذه الخطوات الأصلية لإظهار غرض الناشر وهدف المحرر الرئيسي المستتر خلف صفحات الطبعة الاولى:

  • زهر الربيع في شرح المُجتَبى: وهي دراسة معمقة قام بها الشيخ جلال الدين السيوتي ذو الشعبية الواسعة لدى أهل الفن الإسلامي خصوصياتهم الباحثين في التاريخ والدراسات الإسلامية القديمة ،حيث انتهى عمر حياته المباركة سنة تسع ومائة وثلاثة عشر هجري (١١٣٦ ميلادي) .
  • الشرح الكبير لسنن المجتبى: يحفل بالحوار المفتوح واستخدام عبارات مفصلة تعبر عنها رسائل المفسر أبي الحسن نور الدين السندي وابنه المتميزة التي كانت تستخدم بموافقة معلمهم الشهير وتشابه موافقتهم لرؤية مؤسسه ورئيس مجلس الادارة الاصلية. وكان آخر ذكر لها عند ولادتها حوالي العام ١٢٥٠ميلادي تقريبًا وليس بعد ذلك مباشرة بدون تفاصيل أخرى كثيرة نسبياً عنه ولاعن ابنه ايضا!

وفي نهاية الأمر فإن اعتبار محتويات سنن الامام احمد بن شعيب كونها تشكل واحدة من اعظم توثيق موثوق ومتكامل بشأن مختلف جوانب الحياة الاجتماعية والدينية للإسلام, خاصة الجانب الأخروي منها, وهي توثيق يستحق الاحترام وينبغي تقديره بشكل مناسب نظراً لقيمة امتنانه تجاه البشرية جمعاء باعتبارها هدية كريمة وصلتنا عبر الزمن الطويل الذي فرق علينا طريق فهم ديننا الاسلامي والسعادة الدنيوية الاخروية كذلك حقائق معظم عقائد الاسلام الاساسية ذات الذكر الكثير لدى المسلمين كافة بلا استثناء


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات