الحكمة من زواج الرسول الكريم من السيدة خديجة رضي الله عنها هي موضوع يثير اهتمام الكثيرين، خاصة في سياق فهم شخصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم وتوجيهاته. وفقًا للمعلومات المتاحة، هناك عدة حِكم وراء هذا الزواج المبارك.
أولاً، يُعتبر زواج النبي صلى الله عليه وسلم من السيدة خديجة رضي الله عنها بمثابة بداية مهمة في حياته الدينية والاجتماعية. فقد كانت خديجة رضي الله عنها امرأة ثرية ومحترمة في المجتمع، مما ساعد النبي صلى الله عليه وسلم على تأسيس أسرة مستقرة ودعمه ماليًا في بداية دعوته. كما أنها كانت أول من آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم ودعمه في مواجهة الشدائد.
ثانيًا، يُعتبر زواج النبي صلى الله عليه وسلم من السيدة خديجة رضي الله عنها بمثابة دليل على أن الزواج يمكن أن يكون وسيلة لتحقيق المصالح المشروعة. فقد كانت السيدة خديجة رضي الله عنها تبحث عن زوج صالح، ووجدت فيه النبي صلى الله عليه وسلم الشخص المناسب. هذا الزواج لم يكن فقط بناءً على الحب والاحترام المتبادل، ولكنه أيضًا كان مصحوبًا بمصالح مادية ومعنوية.
ثالثًا، يُعتبر زواج النبي صلى الله عليه وسلم من السيدة خديجة رضي الله عنها بمثابة درس في التواضع والرحمة. فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم معروفًا بتواضعه ورحمته، حتى في اختياراته الشخصية. فقد تزوج من امرأة أكبر منه سنًا وأكثر ثراءً، مما يدل على أنه لم يكن مهتمًا بالمال أو المكانة الاجتماعية، بل كان يبحث عن الشريك المناسب الذي يمكن أن يدعمه في دعوته.
رابعًا، يُعتبر زواج النبي صلى الله عليه وسلم من السيدة خديجة رضي الله عنها بمثابة مثال على التسامح والقبول. فقد كانت السيدة خديجة رضي الله عنها مسلمة قبل أن يعلن النبي صلى الله عليه وسلم رسالته، مما يدل على أن الإسلام لا يفرق بين الناس بناءً على الدين أو العرق أو الجنس.
خامسًا، يُعتبر زواج النبي صلى الله عليه وسلم من السيدة خديجة رضي الله عنها بمثابة دليل على أن الزواج يمكن أن يكون وسيلة لنشر الدين. فقد كانت السيدة خديجة رضي الله عنها داعمة قوية للنبي صلى الله عليه وسلم في دعوته، مما ساعد على نشر الإسلام في المجتمع.
في الختام، فإن زواج النبي صلى الله عليه وسلم من السيدة خديجة رضي الله عنها كان له العديد من الحِكم والرسائل المهمة، والتي تعكس شخصية النبي صلى الله عليه وسلم وتوجيهاته في الحياة الزوجية والدينية.