يرسم لنا الحديث الشريف الذي نقلناه عن أبي هريرة رضوان الله عليه صورة واضحة وملهمة لكيفية تعامل رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم مع رحمة الله الواسعة ورغبته الدائمة في التوبة والاستغفار. في هذه الآيات المباركة، يعترف الرسول الكريم بأنه يستغفر الله ويتوب إليه بشكل متكرر خلال يوم واحد، حتى سبعين مرة. وهذا توضيح واضح لحاجة البشر المستمرة للتطهير والتقرب إلى خالقهم، بغض النظر عن مكانتهم أو درجات التقوى.
يشكل الحديث رسالة قوية للأمة الإسلامية حول أهمية التوبة والاستغفار. فهو ليس فقط واجباً دينياً، ولكنه أيضاً تعبير صادق عن إيمان القلب ونقاء النفس. كما أنه يدل على أهمية الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، فعندما نرى منهجه في التعامل مع رب العالمين، نهتدي بطريقه نحو طريق الحق والخير.
بالإضافة إلى ذلك، يكشف الحديث طبيعة قلب الرسول صلى الله عليه وسلم المتواضع والمخلص لله. فقد كان دائماً يشعر بحاجته للاستغفار رغم منزلة نبيا واحدا من عند الله سبحانه وتعالى. وهذه الخاصية تنطبق علينا جميعاً، إذ يجب أن نشعر دوماً بالمسؤولية أمام ذنب صغير قد نقترفه.
في الإسلام، هناك العديد من الصيغ المختلفة للاعتذار والاستغفار والتي تشجع المسلمين على الانخراط في هذا العمل العبادي المهم. ومن أبرز تلك الصيغ:
- "أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه": وهي واحدة من أشهر صيغ الاعتذار ورددت كثيرا عن الصحابة رضوان الله عليهم.
- سيد الاستغفار:"اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقني وأنا عبدك..." وهذا الدعاء يحظى بمكانة خاصة لأنه يؤكد علاقة العبد بربه وينهي أعمال الدنيا بخاتمة حسنة.
ومن ثم، يمكن اعتبار الحديث الشريف حول قبول واستمرار استغفار الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كتذكير مهم بأن الباب مفتوح دائمًا للتوبة والعودة إلى الطريق المستقيم. إنها دعوة للإنسانية جمعاء لإعادة اكتشاف جمال الوضوء الداخلي الروحي عبر الطريقة العملية التي قدمها لنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.