تفسير آية ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة

في سورة إبراهيم، يشيد القرآن الكريم بتأثير الكلمة الطيبة ويتحذير من الكلمة الخبيثة، موضحاً ذلك بصورة شجرة خبيثة. يقول تعالى: "(وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِي

في سورة إبراهيم، يشيد القرآن الكريم بتأثير الكلمة الطيبة ويتحذير من الكلمة الخبيثة، موضحاً ذلك بصورة شجرة خبيثة. يقول تعالى: "(وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأَرْضِ ما لَهَا مِنْ قَرَارٍ)" (إبراهيم:26). ويضيف الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وصف الشجرة الخبيثة بأنها الحنظلة، والتي تتميز بعدم الفائدة وبرائحتها الكريهة، بالإضافة إلى عدم وجود جذور ثابتة لها. هذا التشبيه يجسد وضع المشركين الذين يدعون الشرك بالله، فهو بدون أساس راسخ أو تأثير دائم.

إن الكلمة الخبيثة، بحسب تفاسير العديد من علماء الدين الإسلامي، هي عبادة الأوثان والدعوة إلى الكفر وتكذيب الحقائق المقدسة. وعلى الرغم من أنها قد تجذب انتباه الكثيرين لفترة قصيرة بسبب الصوت المرتفع أو الإغراءات الزائفة التي تقدمها، فإن مصيرها النهائي هو الانقطاع والتلاشي تمامًا مثل الجذور غير المتعمقة للشجر الخبيث. وفي المقابل، تؤكد الآية أيضًا ثبات إيمان المؤمنين وهداية أولئك الذين ارتضوا الضلال.

ويستطيع المرء الاستنتاج من هذه الآية أن كلام الشيطان وإن كان مؤثرًا مؤقتًا، إلا أنه بلا جدوى طويلة المدى وقد يؤدي إلى غضب الرب والعقاب في الدنيا والآخرة بينما العمل الصالح والحسنات تثبت صاحبها وتمده بالقوة والثبات عند مواجهة المصائب. إن فهم هذه القيمة الروحية يساعد المسلم على اختيار ألفاظ وطرق التواصل بناءً على الأخلاق الإسلامية والإحسان للآخرين.


الفقيه أبو محمد

17997 وبلاگ نوشته ها

نظرات