كان وضع المرأة قبل الإسلام في الجاهلية قاسياً، حيث كانت تُعامل كأداة للزينة والملكية، وكان يُنظر إلى ولادة الأنثى على أنها مصيبة. وقد أدى هذا إلى انتشار ظاهرة "وأد البنات"، وهي دفن البنات حية، كوسيلة للتخلص منهن بسبب الخجل الاجتماعي والاقتصادي.
ومع ظهور الإسلام، جاءت رسالة تحريرية للمرأة، حيث أكد القرآن الكريم على قيمة الحياة البشرية وحرمة قتل النفس بغير حق. يقول الله تعالى في سورة الإسراء، الآية 31: "ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم". كما حذر القرآن من عواقب وأد البنات في سورة النحل، الآية 58-59: "وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون".
بالإضافة إلى ذلك، أكدت السنة النبوية على حرمة قتل الأطفال، سواء كانوا ذكوراً أو إناثاً. روى أبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قتل عصفوراً فما فوقها بغير حقها حرم الله عليه الجنة".
ومن الناحية العملية، عمل الإسلام على تعزيز مكانة المرأة وحمايتها من الظلم. فقد جعل الإسلام الزواج عقداً مقدساً، وحرم تعدد الزوجات إلا في حالات معينة، وشدد على حقوق المرأة في الميراث والنفقة. كما حث الإسلام على رعاية الأطفال ورعايتهم، بغض النظر عن جنسهم.
في الختام، يوضح موقف الإسلام من وأد البنات التزامه بتحريم قتل النفس بغير حق، وتعزيز قيمة الحياة البشرية، وحماية حقوق المرأة والأطفال.