زينب بنت خزيمة كانت واحدة من زوجات النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهي أول من تزوجته بعد وفاة زوجته الأولى خديجة بنت خويلد. ولدت قبل الهجرة النبوية إلى المدينة المنورة بفترة قصيرة، وتزوجها الرسول الكريم عندما كان عمرها حوالي الخمسين عاماً. تعتبر إحدى الأمهات المؤمنات اللواتي أسلمن مع رسول الله وشاركن في نشر رسالة الإسلام.
كانت زينب ابنة عم أبي جهل بن هشام، أحد كبار زعماء قريش وأشد المعارضين للإسلام. لكن ذلك لم يمنعها من اختيار طريق الإيمان رغم الضغط الكبير عليها بسبب عائلتها وثقافتها التي كانت متأثرة بشدة بالوثنية آنذاك. عندما جاء أبوها لأخذ ابنته منه عقب إعجازهما بالنبي، اختارت البقاء معه وعاشت تحت سقف واحد مع غير المسلمين حتى وفاته رحمه الله.
بعد موتها، حزن عليها النبي حزناً شديداً لدرجة أنه أمر بإقامة مجلس عزاء خاص لها وهو ما يخالف العادات العربية التقليدية حينها. كما طلب منها الدعاء له بأن يُدفن بجوارها يوم القيامة، مما يدل على مكانة عالية تحظى بها بين الأنبياء السابقين والرسل المتبوعين.
بالإضافة لذلك، تشير الروايات التاريخية أنها كانت امرأة كريمة ذات خلق حسن وطيبة قلب وحسن تدبير ومعاملة طيبة للخدم الذين يعملون لديها. إنها رمز للعطاء والتضحية والإخلاص تجاه دين وثبت أمام تحديات كبيرة لتحقيق هدف نبيل هو رضوان الله تعالى ودخول الجنة جنباً إلى جنبٍ مع سيد البشر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.