في الحديث النبوي الشريف الذي رواه أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: "إنَّ لله تعالى تسعًا وتسعين إسماً مئةً إلا واحدًا"، يبرز هذا الحديث جانبًا مهمًا من جوانب عظمة الله عز وجل وكمال صفاته وصفاته. هذه الأسماء ليست مجرد كلمات، بل هي تعكس جوهر وجوده ومعاني رحمتِه الواسعة التي تشمل كل البشر وكل الخلق.
ومن بين تلك الأسماء الأحد التسع والتسعون، نجد "الرَّحمن" و"الرَّحيم". وهما لقبان يجتمعان معًا لتوضيح شمولية رحمة الله وعطفه على عباده. فالرحمن هو الذي امتدت رحمته إلى جميع خلقه، فهو القائل سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} [الأعراف:156]. بينما يشير الرَّحيم إلى ذلك الحب والعناية الخاصة للمؤمنين الذين صدقوا إيمانهم واتبعوا شرعه.
هذه الصورة المتكاملة للرحمة الإلهية تنطبق ليس فقط على المسلمين ولكن أيضًا على غير المؤمنين. فالله رحيم حتى بأعدائه، كما جاء في الآية الكريمة: {إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}. إن فهم حقائق هذه الأسماء يمكن أن يساعد المسلم على تقريب نفسه أكثر من خالق الكون وعلى تقدير قدرته العظيمة وحكمته في خلق هذا الوجود الواسع. إذن، ينصح المسلم بإتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم بترديد هذه الأسماء والاستماع لها لما فيها من بركة وفوائد روحانية كبيرة.