في سياق الإسلام، يعد اختيار الأسماء للأطفال جزءًا مهمًا من المسؤوليات التربوية والأخلاقية للوالدين. لدى علماء الدين آراء متعددة فيما يتعلق بحكم التسمية باسم "شوق"، بناءً على فهم معنى الاسم وتأثيره المحتمل على شخصية الطفل ومجتمعه.
معنى اسم "شوق" وفقًا للمصادر اللغوية العربية التقليدية يعني "الحب، الاشتياق، الهوى، الميل نحو محبوب"، وهو ما كان يستخدم تاريخيًا لتسمية الجوارِي. ومع الأخذ في الاعتبار الأصل العام في إباحة التسمية بمختلف الأسماء الجديدة حتى يتم التحريم أو النهي عنها بشكل واضح، يمكن استنتاج وجهات نظر مختلفة بشأن شرعية استخدام هذا الاسم.
تشجع تعاليم النبي محمد صلى الله عليه وسلم الآباء على تسمية أبنائهم بأسماء حسنة وتحذر منهم ضد تلك الغرائبية أو المخالفة للنظام الاجتماعي الطبيعي. فعلى سبيل المثال، عندما قال "(لا تسمين غلامك يساراً ولا رباحاً، ولا نجيحاً، ولا أفلح، فإنك تقول: أثمّ هو؟ فلا يكون، فيقال: لا)" يظهر حرصه الكريم على عدم تعريض الأطفال للاستهزاء بسبب أسمائهم الغريبة وغير المناسبة.
ومن هنا قد يكون هناك نزعة أولية للتردد حيال تسمية طفل بـ "شوق". ومع ذلك، يرى بعض المفسرين أنه بما أنه ليس هناك حديث قطعي يؤيد منع تحديد جنس بشري بهذا الاسم بشكل خاص، وبالتالي يبقى الأمر ضمن نطاق الاحتمالات المفتوحة حسب الرأي الشخصي لكل فرد. ويزداد التشدد حين يتم الربط بين معنى الاسم ورومانسية عاطفية أو حالات مشابهة قد تساهم في تشكيل صورة ذهنية سلبيه عنه.
ومع ذلك، يوجد توافق عام بين الفقهاء المسلمين حول مجموعة محددة من القواعد العامة الواجب مراعاتها أثناء عملية الاختيار:
- تفادي الأسماء المرتبطة مباشرة بالملائكة أو الله عز وجل لأنها خاصة بها فقط ("الرحمن"، "الرحيم").
- الامتناع أيضًا عن اقتباس معبود لشخص آخر غير خالق الكون تعالى تحت أي ظرف كان ("عبد الرسول"، "عبد النبي").
- ترك جميع التعابير الثقافية الوثنية والتي تحمل طبيعة انتصارية ذات مغزى ديني بديهياً بغض النظر عن البعد التأويلي ("اللات"، "العزى").
- تجنب كافة التصنيفات الأجنبية المنحدرة أصلاً من حضارات أخرى خلال الحقبة ما قبل الاسلام وكذلك الأفكار المتعلقة بنصب عبادة لها ("بطرس"، "جرجس").
- الاستبعاد النهائي لفكرة تضمين عبارات حاثة على الذات البشرية مهما بلغت الدرجة القصوى لقيمة المجتمع تجاه صاحب الحالة المذكورة داخله عموما ("ملك الملوك"، "سلطان السلاطين").
- أخيرا وليس آخرا، مراقبة مدى صدقية القبول الشعبي عامة واستعداد النفس لاستقبال الابن/البنت عبر الباب الأمامي لعالمنا اليوم وما سيرافقه لاحقا من مسؤوليات اجتماعية ذات صلة بالأمر نفسه ككل.
بشكل مجمل، تبني موقف وسطاني معتدل لمسألة التسمية باسم "شوق" يبدو أكثر منطقية في ضوء السياقات الاجتماعية والدينية المختلفة حاليًا عالمياً وعربياً خصوصًا. لكن القرار النهائي يجب أن يصل إليه كل شخص مستقلاً حسب تقديره الخاص بعد اطلاع واسع ودقيق لهذه المسالة المهمة جدًا بالنسبة للقرآن والسنة المطهرة.