الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم: حكمة الله في تعديل الأحكام الشرعية

الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم هما مفهومان مهمّان في علم التفسير، حيث يشير الناسخ إلى الآية التي ألغت حكم آية أخرى، بينما يشير المنسوخ إلى الآية الت

الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم هما مفهومان مهمّان في علم التفسير، حيث يشير الناسخ إلى الآية التي ألغت حكم آية أخرى، بينما يشير المنسوخ إلى الآية التي ألغيت. هذا المفهوم ليس غريباً على الشريعة الإسلامية، بل هو جزء من حكمة الله في تعديل الأحكام الشرعية حسب حاجات الأمة وتطورها.

وفقاً للعلماء المسلمين، فإن النسخ في القرآن الكريم هو تغيير حكم شرعي سابق بآخر جديد، مع بقاء النص السابق في القرآن الكريم. هذا لا يعني أن الله نسي الآيات السابقة أو أنها غير صحيحة، بل هي جزء من رحمة الله وتوفيقه للأمة.

يذكر القرآن الكريم نفسه مفهوم النسخ في عدة آيات، مثل قوله تعالى: "ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها" (البقرة: 106). هذا يدل على أن الله قد يغير الأحكام الشرعية بما هو أفضل أو مماثل لها.

من الأمثلة على الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم ما ورد في سورة البقرة، حيث ألغت آية "الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة" (البقرة: 174) حكم الجلد الذي كان معمولاً به سابقاً. كما ألغت آية "والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة" (النور: 4) حكم الرجم الذي كان معمولاً به سابقاً.

هذه الأمثلة توضح أن النسخ في القرآن الكريم ليس إلغاءً لآيات كاملة، بل هو تغيير لحكم شرعي معين. هذا يدل على رحمة الله وتوفيقه للأمة، حيث يغير الأحكام الشرعية بما يتناسب مع حاجات الأمة وتطورها.

في الختام، فإن مفهوم الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم هو جزء من حكمة الله في تعديل الأحكام الشرعية، وهو دليل على رحمة الله وتوفيقه للأمة. هذا المفهوم ليس غريباً على الشريعة الإسلامية، بل هو جزء من نظامها المتطور والمتكيف مع حاجات الأمة.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات